الفتوحات المكية

كتاب محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار

للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


وصية نوح عليه السلام لابنه

روينا من حديث أحمد بن محمد زياد، قال: نبأ محمد بن عبد الملك الدقيقي، نبأ خنيس، نبأ زياد قال: نبأ محمد بن عبد الملك، نبأ زيد بن بكر بن خنيس، عن محمد بن إسحاق، عن عطاء بن أبي رباح، عن ابن عباس رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:

«أوصى نوح ابنه فقال: لا أطوّل عليك، احذر أن لا تنسى: اثنتان يستبشر الله عز وجل بهم و صالح خلقه. واثنتان يحتجب الله بهما وصالح خلقه. فأما الاثنتان التي يستبشر الله عز وجل بهما وصالح خلقه، فشهادة أن لا إله إلا الله، وأن السموات و الأرض وما بينهما وما فيهنّ لو كنّ حلقة لقصمتها، ولو كنّ في كفة لرجحت، و سبحان الله وبحمده. فإنها صلاة الخلق، وبها يرزقون. وأما الاثنتان التي يحتجب الله عز وجل منهما وصالح خلقه، فالشرك به والكبر» .

فقال رجل من أصحابه: يا رسول الله، إني لأحبّ أن يحمل مركبي، ويلين مطمعي، ويحل علاق صوتي، وقبال نعلي، فذلك كبر؟ قال: «لا، ولكن الكبر أن تبطر الحق، وتغمص الناس» . واللفظ لابن الأعرابي. انتهى.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب الفتوحات المكية



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!