الفتوحات المكية

كتاب محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار

للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


ما جاء في زهده عليه الصلاة والسلام

روينا من حديث ابن حبّان، حدثنا أحمد بن جعفر الجمال، حدثنا عبد الواحد محمد بن محمد البجلي، ثنا يزيد بن هارون، ثنا الجراح بن منهال، عن الزهري، عن العطاء، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى دخل بعض حيطان الأنصار، فجعل يلتقط من التمر. فقال: «يا ابن عمر، ما لك لا تأكل؟» ، قلت: لا أشتهيه يا رسول الله. قال: «لكني أشتهيه، وهذه صبح رابعة لم أذق طعاما، ولو شئت لدعوت ربي عز وجل فأعطاني مثل ملك كسرى وقيصر. فكيف يا ابن عمر إذا بقيت في قوم

يحبون رزق سنتهم ويضعف اليقين» . فو الله ما برحنا حتى نزلت: وكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ ل تَحْمِلُ رِزْقَهَا اَلله يَرْزُقُها وَ إِيّاكُمْ وهُوَ اَلسَّمِيعُ اَلْعَلِيمُ . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله عز وجل لا يأمرني بكنز الدنيا، ولا باتّباع الشهوات، فمن كنز دينارا يريد به حياة باقية فإن الحياة بيد الله عز وجل. ألا وإني لا أكنز دينارا ولا درهما ولا أخبّئ رزقا لغد» .

الزهري هو عبد الرحمن بن عطاء.

وقالت عائشة رضي الله عنها: ما ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم دينارا ولا درهم و لا عبدا ولا أمة ولا شاة ولا بعيرا.

وفي رواية: ولا بقرة، ولا أوصى.

روين ذلك من حديث ابن حبّان، عن إسحاق، عن أحمد بن الصباح، عن إسحاق الأزرق، عن سفيان، عن عاصم بن أبي النجود، عن ذر، عن عائشة رضي الله عنها.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب الفتوحات المكية



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!