الفتوحات المكية

كتاب محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار

للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


مجنون وعظ عاقلا فما ظنك بعاقلهم

قال ابن حبيب: قال عبد الله بن خالد الطوسي: لما خرج الرشيد إلى مكة ماشيا من أجل يمينه، فرش له من العراق إلى الحجاز اللبود والمرعزي، فاستند يوما وقد تعب إلى ميل، فإذا بسعدون المجنون قد عارضه فقال:

هب الدنيا تواتيكا أليس الموت يأتيكا

فما تصنع الدنيا بالدنيا وظلّ الميل يكفيك

ألا يا طالب الدنيا دع الدنيا لشانيكا

كما أضحكك الدهر كذاك الدهر يبكيك

فشهق الرشيد شهقة وخرّ مغشيا عليه، حتى فاتته ثلاث صلوات. ثم قال:

الحمد لله ثم الحمد لله ما ذا على الأرض من ساه ولا ولاه

ما ذا يعاين ذو عينين من عجب يوم الخروج من الدنيا إلى الله

ومن شعر المهدي محمد بن عبد الله بن تونارت في عبد المؤمن بن علي يقول:

تكاملت فيك أخلاق خصصت بها فكلّنا بك مسرور ومغتبط

السنّ ضاحكة والكفّ مانحة والصدر متّسع والوجه منبسط


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب الفتوحات المكية



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!