الفتوحات المكية

كتاب محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار

للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


ومن باب الأجواد والهمم العالية

ما حدثن محمد بن إسماعيل، نبأ أبو الفرج، نبأ عبد الله، انا المبارك بن عبد الجبار، نب الحسين بن محمد، انا ابن سويد، نبأ ابن الأنباري، حدثني أبي عن المغيرة بن

محمد بن عبد الرحمن، عن سحيم بن حفص، عن أبيه قال: حج يزيد بن المهلب، فطلب حلاّقا يحلق رأسه، فجاء فحلق رأسه، فأمر له بألف درهم، فتحير الحلاّق ودهش، وقال:

هذه الألف لي امضي إلى أمي فلانة أبشّرها. فقال: أعطوه ألفا أخرى. قال الحلاق: امرأته طالق إن حلق رأس أحد بعدك. فقال: أعطوه ألفين آخرين.

حدثن يونس بن يحيى قال: حدثنا ابن ناصر، نبأ المبارك بن عبد الجبار، نبأ أبو طالب العشاري نبأ ابن أخي تيمي، نبأ أبو بكر القرشي نبأ عيسى بن عبد الله التميمي، نب ابن إدريس، حدثني أبي، عن وهب بن منبه قال: كان يلتقي هو والحسن البصري في الموسم كل عام في مسجد الخيف، إذا هدأت الرجل ونامت العين، ومعهما جلاّس لهما يتحدثون معهما. فبينما هما يتحدثان ذات ليلة مع جلسائهما إذ أقبل طائر له خفيق حتى وقع إلى جانب وهب في الحلقة، فسلّم فردّ عليه السلام، وعلم أنه من الجن، فقال وهب: من الرجل؟ قال: من الجن من مسلميهم، قال: فما حاجتك؟ قال: وتنكر أن نجالسكم، ونحمل عنكم، إن لكم فينا رواة كثيرة. وإنا لحاضركم في أشياء كثيرة من صلاة وجهاد وحج و عمرة، ونحمل عنكم العلم. قال وهب: فأيّ رواة الجن عندكم أفضل؟ قال: رواة الشيخ، و أشار إلى الحسن رضي الله عنه.

ومن شعر علي بن أفلح في الخيف:

هذه الخيف وهاتيك منى فترفق أيها الحادي بنا

واحبس الركب علينا ساعة نندب الركب ونبكي الدمن

فلذا الموقف أعددنا البكا ولذا اليوم دموع تقتنا

زمنا كان وكنا جيرة يا أعاد الله ذاك الزمن

بيننا يوم أثيلات النقا كان من غير تراض بيننا


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب الفتوحات المكية



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!