الفتوحات المكية

كتاب محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار

للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


ما جاء في صورة جبريل التي خلق عليه

قالت عائشة رضي الله عنها في قوله تعالى: ولَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى ، قالت: رأى جبريل في الصورة التي خلقه الله عليها له ستمائة جناح.

روينا من حديث إسحاق بن بشر القرشي، عن ابن جريج، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لجبريل عليه السلام:

«إني أحب أن أراك في صورتك التي تكون عليها في السماء» . قال: لن تقوى على ذلك. قال: «بلى» . قال: فأين تشاء أن أتمثل لك؟ قال: «بالأبطح» . قال: لا يسعني، قال: «بمنى» . قال: لا تسعني، قال: «بعرفات» ، فواعد، فخرج النبي عليه السلام للوقت، فإذا هو بجبريل قد أقبل من جبال عرفات بخشخشة وكلكلة قد ملأ ما بين المشرق والمغرب، و رأسه في السماء، ورجلاه في الأرض. فلما رآه النبي عليه السلام خرّ مغشيا عليه. قال: فتحوّل جبريل في صورته التي عهده عليها، فضمه إلى صدره وقال له: يا محمد، ل تخف أنا أخوك جبريل. فلما أفاق قال: «يا جبريل، ما ظننت أن لله في السماء خلق يشبهك» . فقال: يا محمد، فكيف لو رأيت إسرافيل ورأسه من تحت العرش، ورجلاه في التخوم السابعة، وإن العرش على كاهله، وإنه ليتضاءل أحيانا من مخافة الله تعالى حتى يصير مثل الوضع، حتى لا يحمل عرش ربك إلا عظمته تبارك وتعالى لوضع الطير الصغير الذي يصبح في القائلة، وتسميه العامة الأغزال والجفالة.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب الفتوحات المكية



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!