الفتوحات المكية

كتاب محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار

للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


شوق و انزعاج عند وداع الحاج

حدثن أبو الثنا محمود بن المظفر اللبان، عن محمد بن نصر، نبأ الحميدي، نبأ أبو بكر، عن السلميّ، قال بعضهم: خرجت أم أيمن ببنت عليّ امرأة أبي علي الروذباريّ من مصر، لم برز الحجاج إلى الصحراء، فكانت الجمال تمرّ بها وهي تبكي وتقول:

و ضعفاه، وتنشد على أثر قولها:

فقلت دعوني وأتباعي ركابكم أكن طوع أيديكم كما يفعل العبد

وما بال عني لا يهون عليهم وقد علموا أن ليس لي منهم بدّ

وتقول: هذه حسرة من انقطع عن الوصول إلى البيت، فكيف حسرة من انقطع عن رب البيت؟ و لمهيار الديلمي في الاشتياق:

وم اتّبعت ظعن الحيّ طرفي لأغنم نظرة فتكون زادي

ولكني بعثت بلحظ عيني وراء الركب يسأل عن فؤادي

وله أيضا:

سل أبرق الحنان وأحسن به أين ليالينا على الأبرق

وكيف بانات بسقط اللوى ما لم يجدها الدمع لم تورق

هل حملت لا حملت بعدنا عنك الصبا عرفا لمستنشق

أغناك صوب الدمع عن منة أحملها للمرعد المبرق

دمعي على الخيف جنى ما جنى بكاء حسّان على جلّق

لله دهر لك يوم النّقى لو لا وفاء الحب لم يعلق

يا سائق الأظعان رفقا وإن لم يغن قولي للعسوف أرفق

لو لا زفيري خلف أجمالهم وحرّ أنفاسي لم تنسق

لا تبردوا بالعدل قلبي فما استنجد الدمع على محرق

سمّيت لي نجدا على بعدها يا وله المشأم بالمعرق

داو بها حبي فها مهجتي أول مجنون بنجد رقي

وفي المعنى لبعضهم:

يا سائق العيس ترفّق واستمع مني وبلّغ إن وصلت عني

وقف بأكناف الحجاز ناشدا قلبي فقد ضاع الغداة مني

وقل إذا وصلت نحو أرضهم ذاك الأسير موثق بالحزن

عرّض بذكري عندهم عساهم إن سمعوك سائلوك عني

قل ذلك المحبوس عن قصدكم معذّب القلب بكل فنّ

أقول قد أمّلت أن أزوركم في جملة الوفد فخاب ظني

أقعد في الجدلان عن قصدكم ورمت أن أسعى فلم يدعني


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب الفتوحات المكية



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!