الفتوحات المكية

كتاب محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار

للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


حديث أبي ذرّ مع عبد الله بن عامر

حدثن محمد بن محمد، نبأ أبو القاسم الحريري، انا أبو طالب العشاري، انا أبو بكر البرقاني، نبأ إبراهيم بن محمد المزكي، انا محمد بن محمد بن إسحاق الثقفي، نب هارون بن عبد الله، نبأ سيار، نبأ جعفر، نبأ أبو عمران الجوني، عن نافع الطاحي قال:

مررت بأبي ذرّ فقال لي: ممن أنت؟ قلت: من أهل العراق. قال: أتعرف عبد الله بن عامر؟ قلت: نعم. قال: فإنه كان يتقرأ معي ويلزمني، ثم طلب الإمارة، فإذا قدمت البصرة فتراءى له، فإنه سيقول لك حاجة فقل: اخلني. فقل له: أنا رسول أبي ذرّ إليك، وهو يقرئك السلام. فلما قلتها خشع لها قلبه. ويقول لك: إنّا نأكل من التمر، ونروى من الماء، ونعيش كما تعيش. قال: فحلّ إزاره، ثم أدخل رأسه في جيبه، ثم بكى حتى مل جيبه بالبكاء.

روينا من حديث أحمد بن حنبل قال: حدثنا عبد الله، نبأ سعيد بن أبي أيوب عبد الله بن الوليد قال: سمعت عبد الرحمن بن حجيرة يحدّث عن أبيه، عن ابن مسعود أنه كان يقول:

أما بعد، إنكم في ممرّ الليل والنهار في آجال منقوصة، وأعمال محفوظة، والموت يأتي بغتة.

فمن زرع خيرا يوشك أن يحصد رغبة، ومن زرع شرا يوشك أن يحصد ندامة، ولكل زارع ما زرع، ل يسبق بطيء بحظه، ولا يدرك حريص ما لا يقدر له.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب الفتوحات المكية



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!