الفتوحات المكية

كتاب محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار

للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


ومم بكت الجن به عثمان بن عفان رضي الله عنه

وروين أيضا من حديث أحمد بن عبد الله، عن أبي أحمد بن محمد بن أحمد، عن محمد بن إبراهيم الغازي، نبأ عبد الرحمن بن عمر بن سنة، نبأ أبو عاصم، نبأ عثمان بن مرّة، عن أمه قالت: سمعت الجن تنوح على عثمان فوق مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث ليال.

قال: فكانت تنشد لنا بعض ما قالوا:

ليلة الحصبة إذ ير مون بالصخر الصلاب

ثم جاءوا بكرة ين ‍عون صقرا كالشهاب

زينهم في الحي والمج‍ لس فكاك الرقاب

قال أحمد بن عبد الله: وحدثني إبراهيم بن عبد الله وابن جبلة قالا: نبأ محمد بن إسحاق، عن قتيبة بن سعد، عن الليث بن سعد، عن الزهري أن رجلا رأى في زمان عثمان كأن آت أتاه في منامه، فقال له: ع عني ما أقول لك:

لعمر أبيك وآبائه لقد ذهب الخير إلا قليلا

لقد سفه الناس في دينهم وخلى ابن عفان شرا طويل

قال: فأتاه مخليا به، فقال: والله ما أنا بشاعر ولا راوية للشعر، وقد أتيت الليلة فألقي عليّ هذان البيتان.

فقال له عثمان: اسكت عن هذا. فلما كان العام المقبل أتاه ذلك الرجل أيضا فقال:

والله ما أنا بشاعر ولا أروي الشعر، وقد ألقي عليّ بيتان:

لعمري لقد نغصتمونا معيشة تقرّ بها عين التقيّ المهاجر

فيا ليت هذا اشترى العين قبله وليت فلانا غيّبته المقابر

فقال له عثمان: اسكت من ذكرها. فلم يلبث إلا قليلا حتى قتل عثمان رضي الله عنه.

وقال جدّي عديّ بن حاتم، وكان يقال له مقبل الظعن لطوله: سمعت صوتا يوم قتل عثمان بن عفان رضي الله عنه وهو:

ل أبشر يا ابن عفان، بروح وريحان، ورب غير غضبان.

ل أبشر يا ابن عفان، برضوان وغفران.

روينا من حديث أبي نعيم، عن محمد بن أحمد بن الحسن، عن الحسن بن علي بن الوليد، عن أحمد بن عمران الأخنسي، عن خالد بن عيسى، عن الأعمش، عن خيثمة، عن عدي بن حاتم، مما ناحت به الجن على الحسين بن علي رضي الله عنهما:

مسح النبيّ جبينه فله بريق في الخدود

أبواه في عليا قريش وجدّه خير الجدود

روينا من حديث أحمد بن عبد الله، عن أبي حامد بن جبلة، عن محمد بن الحسين، عن أبي بكر بن خلف، عن محمد بن الحجاج عن معروف بن واصل، عن حبيب بن أبي ثابت، قال: سمعت الجن تنوح على الحسين رضي الله عنه، وذكر البيتين.

ومن حديثه أيضا، عن سليمان بن أحمد، عن القاسم بن عبّاد، عن سويد بن سعيد، عن عمرو بن ثابت، عن حبيب، عن أبي ثابت، قال: قالت أم سلمة رضي الله عنهما: ما سمعت نوح الجن مذ قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا ليلة، وما أرى الحسين إلا قتل، فأخرجت جاريتها تسأل، فأخبرت بقتل الحسين، فإذا جنيّة تنوح:

ألا ي عين فاحتفلي بجهد ومن يبكي على الشهداء بعدي

على رهط تقودهم المنايا إلى متجبّر في ملك عبد

ومن حديثه، عن سليمان بن أحمد، عن زكريا بن يحيى الساجيّ، عن محمد بن يحيى بن صالح الأزديّ، عن السريّ بن منصور بن عبّاد، عن أبيه، عن أبي لهيعة، عن أبي قبيل قال: لما قتل الحسين رضي الله عنه اجتزّوا رأسه، وقعدوا في أول مرحلة يشربون النبيذ، ويتحيّون بالرأس. فخرج عليهم قلم من حديد من حائط فكتب سطرا بدم شعر:

ترجو أمة قتلت حسينا شفاعة جدّه يوم الحساب؟

قال: فهربوا وتركوا الرأس ثم رجعوا.

وقال جابر الحضرميّ، عن أمه، قال: سمعت الجن تنوح على الحسين وهي تقول:

أنعي حسينا هبلا كان حسين رجل


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب الفتوحات المكية



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!