الفتوحات المكية

كتاب محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار

للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


وصية بمكارم الأخلاق ممن بلغت نفسه التراق

روينا من حديث الدينوري، عن أبي بكر بن أبي الدنيا، عن زكريا بن يحيى، نبأ عمر بن حصين، عن جدّه حميد بن منهب، عن جرثم قال: لما حضر أبي أوس بن حارثة الوفاة جمعنا فقال: ي بني، إني قلت أبياتا فاحفظوها عني:

لنا خير أخلاق ونحن أعزّة نعفّ ونأبى أن نذمّ وننصبا

نجاور أكفانا وننزل بالرّبى ولأنك عن خير المشاهد غيّب

ونجتنب الآفات والإثم كله ونحمي حمانا رهبة أن نؤنب

بذلك أوصانا أبينا وجدّنا وتحرمنا أحسابنا أن ننوّبا

فنحن مناجيب لأكرم منجب وجدّ أبينا كان من قبل منجب

وما يبتغي فينا المجاور خيفة وكلاّ ومن زار الصفا والمحصّب

ومن حديثه أيضا عن أحمد بن محمد، أنشدني إسماعيل بن زيد:

أحبّ الفتى ينفي الفواحش سمعه كأن به عن كل فاحشة وقرا

سليم دواعي الصدر لا باسطا يده ولا ضائقا خيرا ولا قائلا هجر

إذا ما أتت من صاحب لك زلّة فكن أنت محتالا لزلته عذرا

غنى النفس ما يكفيك من سدّ فاقة فإن زاد شيئا عاد ذاك الغنى فقر

ومما لا بدّ منه ما قال النابغة:

حسب الخليلين أن الأرض بينهما هذا عليها وهذا تحتها بالي


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب الفتوحات المكية



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!