الفتوحات المكية

كتاب محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار

للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


ومن مواعظ علي بن أبي طالب رضي الله عنه

م رويناه من حديث أبي بكر بن أبي الدنيا قال: حدثنا علي بن الحسن بن أبي مريم، عن عبد الله بن صالح بن مسلم العجلي، عن معاد الهراء قال: سمع علي بن أبي طالب رضي الله عنه رجلا يسبّ الدنيا، فقال علي رضي الله عنه: إنها لدار صدق لمن صدقها، و دار عافية لمن فهم عنها، ودار غنى لمن تزوّد منها، مسجد أحبّاء الله عز وجل، و مهبط وحيه، ومصلّى ملائكته، ومتجر أوليائه، اكتسبوا فيه الرحمة، وربحوا فيه الجنة. فمن ذا يذمّ الدنيا؟ وقد أذنت بفراقها، ونادت بعيبها، ونعت نفسها و أهلها، فمثلت ببلائها البلاء، وشوّقت بسرورها إلى السرور، فذمّها قوم عند الندامة، وحمدها آخرون، ذكّرتهم فذكروا:

يا أيها المغرور بغرورها، متى غرّتك مضاجع آبائك في الثرى؟ أم مضاجع أمهاتك في البلا؟ كم قلّبت بكفيك، ومرضت بيديك تطلب له الشفاء وتسأل له الأطباء؟ لم تظفر بحاجتك، ولم تسعف بطلبتك، قد مثلت لك الدنيا مصرعك غدا، ولا يغني عنك بكاؤك، ولا ينفعك أحبّاؤك.

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب الفتوحات المكية



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!