الفتوحات المكية

كتاب محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار

للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


موعظة في هذا الباب

دخل ابن الزيات على الأفشين وهو محبوس فقال:

اصبر له صبر أقوام نفوسهم لا تستريح بلا غلّ ولا قود

قال الأفشين: من صحب الزمان لم ينج من خيره أو شره، ووجد الكراهية والهوان.

ثم قال:

لم ينج من خيرها أو شرها أحد فاذكر إساءتها إن كنت من أحد

خاضت بك السنة الحمقاء غمرتها فتلك أمواجها ترميك بالزبد

حكي أن يوسف عليه السلام شكى إلى الله تعالى طول السجن، فأوحى الله إليه: أنت حبست نفسك حين قلت: رَبِّ اَلسِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ ، فلو قلت: العافية أحب إليّ لعوفيت. ثم أخرجه الله تعالى كما ذكره في كتابه العزيز، فلما خرج من السجن،

واصطفاه العزيز، أمر أن يكتب على باب السجن: هذه منازل البلوى، و قبور الأحياء، وشماتة الأعداء، ومحزنة الأصدقاء.

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب الفتوحات المكية



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!