الفتوحات المكية

كتاب محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار

للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


ومن أخبار يحيى بن أكتم مع المأمون في طريق الشام

فأمر فنودي بتحليل المتعة، فقال لنا يحيى بن أكتم: بكرا أغدو إليه، فإن رأيتما للقول وجها فقولا وإلا فاسكتا إلى أن أدخل. قال: فدخلنا عليه وهو يستاك فيقول وهو مغتاظ: متعتان كانتا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى عهد أبي بكر و عمر رضي الله عنهما، وأنا أنهي عنهما. ومن أنت يا أحول حتى تنهي عما فعله النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: فأمسكنا، فجاء

يحيى فجلس وجلسنا، فقال المأمون ليحيى: ما لي أراك متغيرا؟ قال: هو غم يا أمير المؤمنين لما حدث في الإسلام، قال: وما حدث؟ قال: النداء بتحليل الزنا. قال: الزنا:

المتعة؟ قال: ومن أين قلت هذا؟ قال: من كتاب الله عز وجل ومن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال الله تعالى: قَدْ أَفْلَحَ اَلْمُؤْمِنُونَ اَلَّذِينَ هُمْ فِي صَلتِهِمْ خاشِعُونَ ، إلى قوله: هُمُ اَلعادُونَ . يا أمير المؤمنين زوجته، متعته، ملك يمينه، قال: لا، قال: فهي الزوجة التي عني الله: ترث و تورث وتلحق الولد ولها شرائطها، قال: لا، قال: قد صار متجاوز هذين من العادين، و هذا الزهري يا أمير المؤمنين روي عن عبد الله والحسن ابني محمد ابن الحنفية، عن أبيهما محمد بن علي، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، قال: أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أنادي بالنهي عن المتعة وتحريمها بعد أن كان أمر بها، فالتفت إلينا المأمون فقال: محفوظ هذا من حديث الزهري؟ فقلنا: نعم يا أمير المؤمنين، رواه جماعة، منهم مالك. فقال: أستغفر الله، نادوا بتحريم المتعة، فنادوا بها، فقال الصولي:

فسمعت إسماعيل بن إسحاق يقول: وقد ذكر يحيى بن أكتم فعظم أمره وقال: كان له يوم في الإسلام لم يكن لأحد مثله. وذكر هذا اليوم.

حدثن بذلك جماعة عن أبي منصور عبد الرحمن بن محمد، عن أحمد بن علي بن ثابت، عن أبي عبد الله القاضي حسين، عن الصيمري، عن محمد بن عمران المرزباني، عن الصولي، عن أبي العينا، عن أحمد بن أبي داود، قالوا: وقال الصولي: وحدثنا محمد بن موسى بن أبي داود، عن المسرف، عن سعيد، عن محمد بن منصور، والسياق لأبي العينا حدثنا سعيد بن الحسن النسائي، عن جده الحسن بن سفيان، عن حرملة بن يحيى، عن عبد الله بن وهب، عن سفيان بن عيينة، قال: كتب الحسن البصري إلى عمر بن عبد العزيز: اعلم أن الهول الأعظم ومفظعات الأمور أمامك، لم يقع منها بعد، وإنه والله لا بدّ لك من مشاهدة ذلك ومعاينته، إما بالسلامة والنجاة منه وإما بالعطب.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب الفتوحات المكية



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!