الفتوحات المكية

كتاب محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار

للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


مثل سائر: أجود من كعب بن أمامة

حكي أن جوده قتله. وذلك أنه خرج في نفر فيهم رجل من النميري قاسط، فخلصوا في قفر بل ماء، فأضرّ بهم العطش، فجعل النميري يشرب ماءه، فإذا أراد كعب أن يشرب نصيبه يقول: آثر أخاك النميري، فيؤثره على نفسه، حتى أضرّ به العطش. فلما رأى ذلك استحثّ ناقته، وبادر حتى بانت له أعلام الماء. وقيل له: رد كعب فإنك وارد. فمات قبل أن يرد الماء، ونجا رفيقه. وكان هذا كعب من إياد.

وأنشدو في هذا المعنى لأبي تمام:

هو البحر من أي النواحي أتيته فلجّته المعروف والجود ساحله

كريم إذا ما جئت للعرف طالبا حباك بما تحوي عليه أنامله

ولو لم يكن في كفه غير نفسه لجاد بها فليتقّ الله سائله


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب الفتوحات المكية



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!