الفتوحات المكية

كتاب محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار

للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


ذكر حجج الخلفاء الأربع في زمان خلافتهم

أما أبو بكر الصدّيق رضي الله عنه، فاستعمل على الناس في الحج عمر بن الخطاب سنة إحدى عشرة، واعتمر في رجب، وحجّ بالناس سنة اثنتي عشرة، واستخلف على المدينة عثمان بن عفان.

وأم عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فاستعمل أول سنة وليّ على الحج عبد الرحمن بن عوف، فحجّ بالناس، ثم لم يزل عمر يحج بالناس في خلافته كلها، فحجّ بهم عشر سنين، وحجّ بأزواج النبي صلى الله عليه وسلم في آخر حجة حجّها. قال ابن عباس: حججت مع عمر إحدى عشرة حجة، واعتمر في خلافته ثلاث مرات. وقالت عائشة رضي الله عنها:

لما كانت آخر حجة حجها عمر بأمهات المؤمنين مررت بالمحصّب، فسمعت رجلا على

راحلته يقول: أين كان عمر أمير المؤمنين؟ وسمعت رجلا آخر يقول: هاهنا قد كان، فأناخ راحلته ورفع عقيرته، وقال:

عليك سلام من إمام وباركت يد الله في ذاك الأديم الممزّق

فمن يسع أو يركب جناحيّ نعامة ليدرك ما قدّم بالأمس يسبق

قضيت أمورا ثم غادرت بعدها بوائق في أكمامها لم تفتق

قالت عائشة: فلم ندر ذاك الراكب من هو؟ فكنا نتحدث أنه من الجن، قالت: فقدم عمر من تلك الحجة، فطعن فمات.

وقد ذكرنا هذا الشعر في هذا الكتاب أكمل من هذا من حديث أحمد بن عبد الله.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب الفتوحات المكية



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!