الفتوحات المكية

كتاب محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار

للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


ومن سماعنا في نسيب مهيار حيث يقول:

هبّت بأشواقك نجدية مطبعة أنت لها واجب

ما أنت يا قلبي وأهل الحمى وإنما هم أمسك الذاهب

فاردد على الريح أحاديثها ففي صباها ناقل كاذب

ودون نجد وظباء الحمى أن تقرح السّنام والغارب

السماع في ذلك يقول: يا أيها المحبّ العارف، هبّت بأشواقك أنفاس متصاعدة تطمع في أمر هي دونه، ألا تراه؟ قال: ما أنت يا قلبي؟ يقول: أنت في مقام التقليب و التلوين، وأهل الحمى في مقام الثبوت، وهما ضدّان فلا يجتمعان كما لا يرجع أمس أبدا. وقد نبّه على كذب الأحوال بما ذكر عن الريح بسبب الباعث لهبوبها. ثم قال: و دون

نجد الذي هو النظر الأعلى، وظباء الحمى: الأرواح العلوية، تقرح: أي تدمي الخف والسنام من طول السير، وحمل الأثقال، شبّهها بالإبل، ثم لا وصول، يقول: إنها موهوبة لا مكسوبة، فلا تعمل لها.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب الفتوحات المكية



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!