الفتوحات المكية

كتاب محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار

للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


نسب إبراهيم عليه السلام

وقصته ستجيء، ونسبه مذكور في سرد نسب النبي صلى الله عليه وسلم، وهن إبراهيم بن تارخ، وهو آزر بن ناحور بن ساروغ بن رغو بن قالع بن عابر، وهو هود بن شالخ بن أرفخشذ بن سام، ولد ببابل، وقيل: بحرّان، ونقله أبوه إلى بابل، وولد في زمن نمرود بن كوش، وقيل: نمرود بن كنعان بن كوش. وكان النمرود ملك المشارق و المغارب.

ولم بلغ إبراهيم عليه السلام ثلاثين سنة، ألقاه نمرود في النار، وكان قد حبسه قبل أن يلقيه في النار ثلاث عشرة سنة، وقيل: ألقي في النار وله ست عشرة سنة، ولما بلغ عمره سبعين سنة خرج إبراهيم ومعه ابن أخيه لوط بن هاران، وابنة عمه سارة زوجته، إلى حرّان. وقيل: إن أباه كان معه، فأقاموا بها خمسين سنة. ومات بها آزر، بعد أن خرج ابنه منها بسنتين. ثم سار إبراهيم ولوط وسارة من حران إلى الشام، فوجدوا في الشام جوعا عظيما، فساروا إلى مصر، وفرعونها إذ ذاك سنان بن علوان، وأقاموا به ثلاثة أشهر، ورجعوا إلى الشام، وقد أهدى سنان فرعون مصر إلى سارة هاجر، فنزلو المسبع من أرض فلسطين، وفارقه لوط وسكن في سدوم. ثم تحول إبراهيم ونزل بين الرملة وإيلياء، فلما بلغ إبراهيم خمسا وثمانين سنة وهبت له سارة جاريتها هاجر، فولدت هاجر إسماعيل، وله ست وثمانون سنة، واختتن وله تسع وتسعون سنة، ثم اختتن ابنه إسماعيل، ثم ولدت سارة إسحاق وله مائة سنة، وأنزل الله عليه عشر صحائف. وولد لإسحاق يعقوب والعيص بعد ما مضى مائة وستون سنة لإبراهيم. ومات إبراهيم وله مائة وخمس وسبعون سنة.

وماتت سارة ولها مائة وتسع وعشرون سنة، وكان موتها قبل وفاة إبراهيم بعد مضي سبع و ثلاثين سنة من عمر ابنها. ودفنا في مزرعة حبرون من أرض الشام.

وزعم محمد بن جرير الطبري أن من هبوط آدم إلى أن ولد إبراهيم ثلاثة آلاف وثلاثمائة و سبعا وثلاثين سنة، فيكون إلى موته ثلاثة آلاف وخمسمائة واثنا عشر سنة.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب الفتوحات المكية



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!