الفتوحات المكية

كتاب محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار

للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


ذكر ما أرّخ به الناس من آدم إلى الهجرة النبوية

فأول تاريخ كان بهبوط آدم عليه السلام، ثم ببعث نوح، ثم بالطوفان، ثم بنار إبراهيم عليه السلام، وقد أرّخ بموت آدم وببعث إدريس عليهما السلام.

ثم إن بني إسحاق بن إبراهيم عليه السلام أرّخوا بنار إبراهيم إلى يوسف، ومن يوسف أرّخو إلى بعث موسى عليهما السلام.

وأرّخو من موسى إلى ملك داود وسليمان عليهما السلام، ثم أرّخوا بما كان من الكوائن.

وكان منهم من أرّخ بوفاة يعقوب، ثم بخروج موسى من مصر ببني إسرائيل، ثم بخراب بيت المقدس.

وأم بنو إسماعيل، فقد أرّخوا ببناء الكعبة، ثم أرّخوا بكل يوم أخرجوا من تهامة، ثم أرّخوا بعام الفيل، وبيوم الفجار.

وقد كانت بنو معدّ بن عدنان تؤرّخ بغلبة جرّهم العماليق، وإخراجهم إياهم من الحرم، ثم أرّخوا بأيام الحروب، كحرب أبناء وائل، وهي حرب البسوس، وكحرب داحس.

وكانت حمير وكهلان تؤرّخ بملوكها السابقة، وأرّخوا بنار ضرار، خربت بعض اليمن، و أرّخوا بسيل العرم.

وأرّخو بظهور الحبشة على اليمن. وقد أرّخت الأمم الماضية، قبل إبراهيم، بهلاك عاد بالريح.

وأم الروم واليونان فتؤرّخ بظهور الإسكندر، وأرّخت القبط بملك بخت‌نصّر، ثم أرّخت بملك زقلط يانوس القبطي، وقالوا: إنه تاريخهم إلى الآن.

و أرّخت المجوس بآدم، ثم أرّخوا بقتل دارا، وظهور الإسكندر، ثم بظهور أزدشير، ثم بملك يزدجرد.

وما زال التاريخ في العرب، من عام الفيل إلى خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه.

فتقرر الأمر على أن يؤرّخ بهجرة النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، وجعلو التاريخ في المحرم أول عام الهجرة.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب الفتوحات المكية



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!