الفتوحات المكية

الاصطلاحات الصوفية

ملخص من المعجم الصوفي من تأليف الدكتورة سعاد الحكيم

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


99. - تحت – التحتية

في اللغة:

“ التاء والحاء والتاء كلمة واحدة، تحت الشيء، والتحوت: الدّون من الناس “. ( معجم مقاييس اللغة مادة “ تحت “ ).

في القرآن:

ورد لفظ “ تحت “ في أماكن كثيرة ولكن دون ان يخرج عن المعنى اللغوي السابق. فكان مقابلا للفوق :” لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ “( 5 / 66 ).

عند الشيخ ابن العربي:

التحت والفوق إشارتان متقابلتان لهما صبغة مكانية لذلك نبحثهما معا:

حين يضيف الشيخ ابن العربي التحت والفوق إلى: الحق، يستحسن ان نستحضر في أذهاننا مفهومه لنسبتين: الظاهر والباطن. فللفوق والتحت مرتبة الظاهر

والباطن في فكر الحاتمي. وذلك ان الظاهر والباطن لا يميزهما كمرتبتين مستقلتين الا حقيقة الانسان 1. كذلك الفوق والتحت لا معنى لهما الا بالانسان الذي له الوسط.

يقول الشيخ ابن العربي:

“. .. ان الانسان خلقه اللّه عبدا فتكبّر على ربه وعلا عليه، فهو سبحانه مع هذا يحفظه من تحته بالنظر إلى علو هذا العبد الجاهل بنفسه، وهو قوله عليه السلام: لو دليتم بحبل لهبط على اللّه 2. فأشار إلى نسبة التحت اليه، كما أن نسبة الفوق اليه في قوله :” يَخافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ “( 16 / 50 )” وَهُوَ الْقاهِرُ فَوْقَ عِبادِهِ “ *( 6 / 18 - 61 ) فله [ اللّه تعالى ]: الفوق والتحت.

ولهذا ما ظهرت الجهات الست الا بالانسان. .. “ ( فصوص 1 / 171 ).

يشرح بالي أفندي ( ت 960 هـ ) هذا النص من الفصوص قائلا:

“. .. فلا يظهر ان له الفوق والتحت الا بالانسان، لاستواء نسبة الفوق والتحت اليه لكونه محيطا بالأشياء من جميع الجهات. .. فظهر ان الفوق والتحت للّه لا للانسان وما عرف العبد الجاهل ذلك فتفوق على ربه وعلا. .. “.

كما يستعمل الشيخ ابن العربي لفظي الفوق والتحت مضافين إلى: العلم.

يقول: علوم التحت وعلوم الفوق

يشير بعلوم الفوق إلى الوهب. فكل علم موهوب هو من علوم الفوق.

ويشير بعلوم التحت إلى الكسب. فكل علم مكتسب بالجد والاجتهاد فهو من علوم التحت.

يقول:

“ ان العلوم على قسمين: موهوبة، وهو قوله تعالى :” لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ “( 5 / 66 ) وهي نتيجة التقوى. .. ومكتسبة وإليها الإشارة بقوله تعالى :” وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ “( 5 / 66 ) يشير إلى كدّهم واجتهادهم. .. “ ( ف 2 / 594 ) .” لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ “( 5 / 66 ) وهي علوم خارجة عن الكسب” وَمِنْ تَحْتِ

أَرْجُلِهِمْ “( 5 / 66 ) وهي علوم دخلت تحت الكسب. فهي من علوم التحت والفوق. .. “ ( ف 2 / 488 ).

..........................................................................................

( 1 ) راجع “ ظاهر “ و “ باطن “.

( 2 ) راجع فهرس الأحاديث، حديث رقم: ( 18 ).


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب الفتوحات المكية



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!