الفتوحات المكية

الاصطلاحات الصوفية

ملخص من المعجم الصوفي من تأليف الدكتورة سعاد الحكيم

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


91. بيت اللّه

مرادف: بيت الحق.

بيت الحق هو العبد، من حيث إنه مظهر التجلي الوجودي 2 بقبوله الصورة 3 الإلهية.

يقول الشيخ ابن العربي:

“ألفة العبد بالإله ..... هي الألفة التي

ما لها غير وجهتي ..... وبها كون قوتي

فانظروا في تبصروا ..... حكمة الحق حكمتي

لا تقل باتحادنا ..... فتكذبك نشأتي

أنا إن كنت بيته ..... فهو بالشرع قبلتي

..... وقد أحضرنا لديه وجمعنا في الصلاة عليه فأكلمه به وبي فيرد علي بي ....". ( ف 4 / 387 ).

بيت الحق هو قلب المؤمن، من حيث إنه وسع الحق “ ما وسعني أرضي ول سمائي ووسعني قلب عبدي المؤمن. “ 4

فحين سكن الحق القلب الذي وسعه أضحى هذا القلب بيتا له.

يقول الشيخ ابن العربي:

“ ووسعني قلب عبدي حين ضاق عن حمل تجليه الأرض والسماء. .. فصار

قلب العارف بيت الحق 5. .. “ ( عنقاء مغرب ص 62 ).

“ فقلب العبد الخصوصي: بيت اللّه، وموضع نظره، ومعدن علومه، وحضرة اسراره، ومهبط ملائكته 6، وخزانة أنواره، وكعبته المقصودة 7، وعرفاته المشهودة “ ( مواقع النجوم ص 141 ).

“ فالعالم من انسحب علمه على كل شيء. .. متى يكون كذلك ؟ إذا كان قلبه بيت الحق. فإذا لبسه الحق بكونه في قلبه. ولبسه العبد بكونه جميع قواه 8.

والحق هو الجامع وعلمه ليس غير الحق. فقد علم كل شيء “ ( ف 4 / 437 ).

يشير الشيخ ابن العربي في النص الأخير إلى تبادل الظهور بين وجهي الحقيقة الواحدة: حق خلق. وهذا التبادل في الحقيقة ليس سوى مقامي قرب الخلق من الحق: مقام قرب النوافل: ومقام قرب الفرائض 9.

..........................................................................................

( 1 ) لقد أفاض الأب نويا بما يتمتع به من فهم علمي موضوعي للتمثيلات والرموز الصوفية في ايضاح إشاراتهم إلى أن القلب، هو بيت اللّه. وخاصة عند النوري والنفري. راجع (Exegese coranique. pp. 325 - 334)

( 2 ) راجع “ تجلي وجودي “.

( 3 ) راجع “ صورة “.

( 4 ) راجع “ قلب “

( 5 ) كما يراجع بشأن “ بيت الحق “ عند الشيخ ابن العربي:

- التجليات ط. حيدرآباد ص 8

- الفتوحات ج 4 ص 400

( 6 ) إشارة إلى أن القلب هو “ البيت المعمور “ راجع العبارة.

( 7 ) ننقل مقطعا من كتاب التراجم للشيخ ابن العربي يفسر مقصده هنا في أن قلب العبد هو الكعبة المقصودة يقول: “ اجعل قلبك مثل مكة، يجبى اليه ثمرات كل شيء رزقا من لدن ربك، هذا من الشام، هذا من مصر، هذا من اليمن، هذا من نجد. .. فإذا جعلت قلبك مثل مكة تجبى اليه الثمرات: حقائق الأسماء وحقائق الأكوان. .. “

( التراجم ط. حيدرآباد ص ص 44 - 45 )

( 8 ) إذا حصل قلب العبد مرتبة “ بيت الحق “ يصبح الحق بيته. وقد بحثن موضوع كون العبد قوى الحق في مقام “ قرب الفرائض “ فليراجع.

( 9 ) راجع “ قرب النوافل “ “ قرب الفرائض “.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب الفتوحات المكية



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!