الفتوحات المكية

الاصطلاحات الصوفية

ملخص من المعجم الصوفي من تأليف الدكتورة سعاد الحكيم

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


89. بهيمة

في اللغة:

“ الباء والهاء والميم: ان يبقى الشيء لا يعرف المأتي اليه.

يقال هذا امر مبهم. .. “ ( معجم مقاييس اللغة ).

“ البهيمة: كل حيوان لا نعل له، و ( البهيمة ) كل ما لا نطق له وذلك لما في صوته من الابهام. .. “ ( أقرب الموارد - الشرتوني ).

في القرآن:

ورد لفظ “ بهيمة “ في القرآن في أماكن ثلاثة مضافة إلى “ الانعام “، وهي لا تخرج في مجملها عن معنى: الحي الذي لا يميز.

قال تعالى :"أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الْأَنْعامِ “1 [ 5 / 1 ]

قال تعالى :” وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُوماتٍ عَلى ما رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعامِ “2 [ 22 / 28 ].

عند الشيخ ابن العربي:

يجد الشيخ ابن العربي ان البهيمة لها نطق بأدلة وردت في القرآن والسنة ( سترد في النص )، ونطقها واضح معلوم عند أهل الكشف، ولم يسمها بهيمة الا من انبهم عليه امرها من الناظرين فيه، فالبهيمة اشتقت من: ابهام الامر 3.

بل يذهب الشيخ ابن العربي إلى أكثر من مجرد نطقها، إلى ما تحويه هذه الكلمة من ابعاد علمية فطرية، فالبهيمة تتميز بالمعرفة باللّه وبالموجودات.

ولنترك الشيخ ابن العربي يتكلم على البهائم فنصوصه بخصوصها واضحة:

“ ان البهائم ما اختصت بهذا الاسم المشتق من الابهام والمبهم، الا لكون الامر ابهم علينا، فانا قد بيّنا لك ما هي عليه من المعرفة باللّه وبالموجودات. ..

فهي عند غير أهل الكشف والايمان بهائم. .. فذلك جعلهم يتأولون ما جاء في الكتاب والسنة من نطقهم [ البهائم ] ونسبة القول إليهم. ..

كما قال تعالى :” أَخْرَجْنا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ “[ 27 / 82 ]

قال الشيخ: "فأخبر أنها تكلمنا “ ( ف 3 / 259 )

“ ان البهائم أمم من جملة الأمم لهم تسبيحات تخص كل جنس، وجميع ما يظهر من الحيوان من الحركات والصنائع التي لا تظهر الا من ذي عقل وفكر وروية. .. تدّل على أن لهم علما في أنفسهم. .. واما الحيوان ففطره اللّه على العلم به تعالى. .. ذكر [ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ] في الصحيح: ان بقرة في زمن بني إسرائيل حمل عليها صاحبها، فقالت: ما خلقت لهذا وانما خلقت للحرث.

فقالت الصحابة: أبقرة تتكلم. فقال رسول اللّه [ صلى اللّه عليه وسلم ]: آمنت بهذا انا وأبو بكر وعمر. .. فهذه بقرة من أصناف الحيوان قد علمت ما خلقت له، والانس والجن خلقوا ليعبدوا، وما علموا ذلك الا بتعريف اللّه على لسان الرسول. ..

فانظر يا محجوب، اين مرتبتك من مرتبة البهائم. تعرفك 4، وتعرف ما يؤول اليه امرك 5، وتعرف ما خلقت له وأنت جهلت هذا كله. .. “

(ف 3 / 488 - 489 )

..........................................................................................

( 1 ) انظر شرح الآية: البيضاوي ج 1 ص 111.

( 2 ) انظر شرح الآية: البيضاوي ج 2 ص 44.

( 3 ) وقد افرد الشيخ ابن العربي بابين كاملين من الفتوحات للكلام على البهائم:

- الباب السابع والخمسون وثلاثمائة: في معرفة منزل البهائم من الحضرة الإلهية ( ج 3 / ص ص 257 - 262 ).

- الباب الثامن والسبعون والثلثمائة، في معرفة منزل الأمة البهيمية. .. ( ج 3 ص ص 487 - 493 ) فمن أراد الاستزادة من الموضوع فليراجعهما.

( 4 ) إشارة إلى دابة يقال لها الجساسة تخرج في آخر الزمان فتنفخ فتسم بنفخها وجوه الناس فيرتقم في جبين كل شخص ما هو عليه في علم اللّه، من إيمان وكفر. اذن البهائم تعرفنا. انظر القصة الفتوحات ج 3 ص 259 - 260.

( 5 ) إشارة إلى قصة أوردها الشيخ ابن العربي عن رجل من أهل اللّه، مرّ بقرب رجل راكب حمارا، وهو يضرب رأس الحمار حتى يسرع. فقال له: لم تضرب رأس الحمار. فقال له الحمار: دعه، فإنه على رأسه يضرب. اذن، البهائم تعرف ما تؤول اليه الأمور. - انظر ف ج 3 ص 489 -


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب الفتوحات المكية



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!