الاصطلاحات الصوفية
ملخص من المعجم الصوفي من تأليف الدكتورة سعاد الحكيم
84. الابن
في اللغة:
“ الباء والنون والواو كلمة واحدة، وهي الشيء يتولد عن الشيء، كأبن الانسان وغيره “ ( معجم مقاييس اللغة مادة “ بنو “ ).
في القرآن:
وردت كلمة ابن، أو جمعها في القرآن:
- مضافة إلى شخص: “ ابن مريم “ “ بني آدم “ “ بني إسرائيل “ 1
وهي تعني في هذه الإضافة: الولد.
ب - مضافة إضافة مجازية :” ابْنَ السَّبِيلِ “ *[ 4 / 36، 3 / 215، 9 / 60. . ]
ج - إضافة بصورة حكاية إلى اللّه :” وَقالَتِ النَّصارى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ “[ 9 / 30 ]” وَقالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ “[ 9 / 30 ]
وهذه الإضافة إلى اللّه جاءت في معرض الرفض فان اللّه” لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ “[ 112 / 3 ].
د - كما أن لفظة ابن وردت جمعا غير مضاف، مقابلة لكلمة، بنات وإناث.
“ فَاسْتَفْتِهِمْ لِرَبِّكَ الْبَناتُ وَلَهُمُ الْبَنُونَ “[ 37 / 149 ]
.” فَأَصْفاكُمْ رَبُّكُمْ بِالْبَنِينَ وَاتَّخَذَ مِنَ الْمَلائِكَةِ إِناثاً. .. “[ 17 / 40 ]
عند الشيخ ابن العربي:
ان “ الابن “ عند الشيخ ابن العربي لا يقابل “ البنت “، ولا ينحصر بمعنى الولد من جنس البشر، بل يعمّ كل مولود.
فالابن هو الولد مطلقا على أي مستوى وجودي كانت الولادة ( العالم المادي أو الروحي أو المعنوي ).
انه “ الأثر “ أو النتيجة التي حدثت من ازدواج شيئين ( الام والأب ) 2.
هنا نستطيع ان نورد نصا للشيخ ابن العربي يسوّغ له هذا الاتجاه:
“. .. قال عليه السلام: حبّب اليّ من دنياكم ثلاث: النساء. .. فم احبهّن الا بالمرتبة، وانهن محل الانفعال. فهن له كالطبيعة للحق 3 التي فتح 4 فيه صور العالم بالتوجه الإرادي والامر الإلهي، الذي هو نكاح في عالم الصور العنصرية، وهمة في عالم الأرواح النورية، وترتيب مقدمات في المعاني للانتاج 5 “ ( فصوص ج 1 ص 218 ).
وهكذا من خلال شرح عفيفي لنص الشيخ ابن العربي تظهر مكانة “ الابن “ الذي هو “ الولد “ أو العنصر الثالث الذي صدر عن ازدواج شيئين ( أم وأب ).
..........................................................................................
( 1 ) اي “ يعقوب “ وقد جرى المؤرخون على استعمال إسرائيل بدلا من يعقوب. انظر مقدمة ابن خلدون ص 221 تحقيق علي عبد الواحد وافي، الجزء الأول الطبعة الأولى مصر 1957 م.
( 2 ) راجع المعنين الثاني والرابع لكلمة “ أم “ والثاني والثالث والرابع لكلمة “ أب “ ونصوص الشيخ ابن العربي فيها.
( 3 ) راجع “ الام العالية الكبرى للعالم “
( 4 ) راجع “ فتح “
( 5 ) يقول أبو العلا عفيفي في شرح هذا المقطع للشيخ ابن العربي:
“ ولما فسر النكاح. .. على أنه ازدواج شيئين لانتاج ثالث، أو توجه نحو الانتاج ايّا كان. .. وتبين ان النكاح ليس الا التثليث ( انظر “ تثليث “ ). .. وهو لا يفعل الا إذا وجدت حركة بين عنصرين من عناصره لانتاج العنصر الثالث “ ( الفصوص ج 2 ص 232 - 233 ).