الفتوحات المكية

الاصطلاحات الصوفية

ملخص من المعجم الصوفي من تأليف الدكتورة سعاد الحكيم

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


667. - ميثاق- ميثاق الذرّية

المترادفات: ايمان الذر - قبضة الذرية - الميثاق الأول - فطرة “ بلى “ - الميثاق الخالص لنفسه.

في اللغة:

“ الواو والثاء والقاف كلمة تدل على عقد وإحكام. ووثّقت الشيء:

أحكمته. .. والميثاق: العهد المحكم. .. “ ( معجم مقاييس اللغة مادة “ وثق “ )

في القرآن:

الميثاق هو العهد المحكم:

قال تعالى: ” وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثاقَ النَّبِيِّينَ لَم آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتابٍ وَحِكْمَةٍ “(آل عمران: 81).

قال تعالى: ” الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَلا يَنْقُضُونَ الْمِيثاقَ “ ( الرعد: 20 ).

قال تعالى: ”وَالَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثاقِهِ “( الرعد: 25 ).

عند ابن العربي:

احتلت آية الميثاق قال تعالى: ”وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ. وَأَشْهَدَهُمْ عَلى أَنْفُسِهِمْ. لَسْتُ بِرَبِّكُمْ. قالُوا: بَلى شَهِدْنا “ ( الأعراف: 172 ) –

مكانا مرقوما في الفكر الصوفي ،

فقد أقام الجنيد شيخ الطائفة بنيان تصوفه النظري والسلوكي عليها.

فهذه الآية تدل دلالة واضحة عنده على وجود للانسان يكون فيه: موجود لربه فقط، مفقودا لكل ما عداه.

فمن الناحية

السلوكية أضحى السلوك الصوفي لديه محاولة للعودة بالانسان، إلى هذه الحالة التي كان عليها قبل ان يوجد لنفسه. .. إلى حالة الميثاق.

ومن الناحية النظرية:

الميثاق هو الأساس الذي فسر على ضوئه نظريته في الفناء والتوحيد والألوهية 1.

ولم يكن ابن العربي غريبا على الأهمية التي طرحتها آية الميثاق في الفكر الصوفي.

فهو وإن لم يجعلها أساسا في بنية تصوفه الفكري والسلوكي، فقد تبناها، جاعلا حالة العبد في الميثاق بما يميزها من الاقرار بالربوبية: الفطرة التي يولد عليها الانسان. وهي فطرة “ بلى “ كما يسميها.

يقول:

- 1 الميثاق: الاقرار بالربوبية، والشهادة على النفس بها.

“ انه لا يذكرهم الا بحال اقرارهم بربوبيته تعالى، عليهم، حين قبض الذرية من ظهور آدم في الميثاق الأول “ ( ف 2 / 388 ).

“ كما اخذ الميثاق على بني آدم قبل ايجاده أجسامهم “ ( ف 1 / 135 ).

“ واما الذين اسودت وجوههم، يقال لهم: أكفرتم بعد ايمانكم. تذوقو العذاب بما كنتم تكفرون. ولم يكن لهم ايمان تقدم الا ايمان الذر. زمان الاخذ من الظهر، فنسي ذلك العقد، لما قدم العهد “ ( ف 4 / 349 ).

“ وتخليص عبوديته [ العبد ] للّه من غيره، كما اقرّ له بذلك في قبضة الذرية. .. “ ( ف 3 / 378 ).

“. .. وقبض الحق على ظهره [ آدم ] واستخرج منه كأمثال الذر، يعني بنيه، اشهدهم على أنفسهم كما جاء في القرآن فشهدوا “ ( ف - 4 / 58 ).

- 2ميثاق الذرية: اقرار بالربوبية وليس بالتوحيد “ لذلك اشهدهم على أنفسهم الست بربكم، قالوا بلى، ولم يقل لهم الست بواحد، لعلمه بأنه إذا اوجدهم اشرك بعضهم ووحد بعضهم، واجتمعوا في الإقرار بالربوبية له، وزاد المشرك الشريك “ ( ف - 2 / 247 ).

- 3ميثاق الذرية - فطرة “ بلى “

“. .. وهو قوله صلّى اللّه عليه وسلم: كل مولود يولد على الفطرة وهو الميثاق الخالص لنفسه، الذي ما ملكه أحد غصبا فاستخلص منه، بل لم يزل خالصا لنفسه “ ( ف - 4 / 57 )

- 4أهمية تجلي الحق في الصورة التي اخذ على خلقه الميثاق بها في الاقرار:

“. .. فلو تجلى [ تعالى ] لهم [ للخلق ] في الصورة التي أخذ عليهم الميثاق فيها، ما أنكره أحد.

فبعد وقوع الانكار، تحوّل لهم في الصورة التي اخذ عليهم فيها الميثاق، فأقروا به، لأنهم عرفوه، ولهم ادلال اقرارهم “ ( ف 3 / 465 ).

انظر “ اله المعتقدات “

..........................................................................................

( 1 ) انظر رسائل الجنيد نشر: علي حسن عبد القادر.

كما يراجع في موضوع الميثاق:

- كتاب الرياضة للحكيم الترمذي ص 40

- الدرة الفاخرة الغزالي ص 119

- اليواقيت والجواهر ج 1 ص 102.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب الفتوحات المكية



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!