الاصطلاحات الصوفية
ملخص من المعجم الصوفي من تأليف الدكتورة سعاد الحكيم
660. - الاستهلاك في الحق
في اللغة:
“ الهاء واللام والكاف: يدل على كسر وسقوط، منه الهلاك: السّقوط، ولذلك يقال للميت هلك. واهتلكت القطاة خوف البازي: رمت بنفسها على المهالك. ..
قالوا: مستهلك: جادّ، والقياس لا يدلّ الا على هذا ما ذكرناه في صيغة القطاة. ..
والهلك: الشيء الهالك “ ( معجم مقاييس اللغة مادة “ هلك “ ).
في القرآن:
ورد الأصل “ هلك “ في القرآن بالمعنى اللغوي السابق الذي يفيد الهلاك والموت. وهو فعل يطول كل ما سوى اللّه ؛” وَما أَهْلَكْنا مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّ وَلَها كِتابٌ مَعْلُومٌ “( 15 / 4 ) .” لا إِلهَ إِلَّا هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ “1 ( 28 / 88 ).
وقد أورد القرآن فعل “ الهلاك “ بصفة عامة في باب العقاب: يقع على الهالك لأمر استحقه.
اما صيغة “ الاستهلاك “: فلم ترد .” هَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الظَّالِمُونَ “( 6 / 47 ).
عند ابن العربي:
يطلق ابن العربي على صفة “ الهيمان “ في اللّه، التي تقارب الفناء في بعض صوره، اسم: الاستهلاك في الحق.
فالمستهلك في الحق: مهيّم به تعالى: لا يستطيع إلى غيره التفاتا.
يقول:
“ كما قيل لأبي يزيد [ البسطامي ]، حين خلع عليه خلع النيابة [ النيابة عن الحق. فلتراجع ]، وقال له: “ اخرج إلى خلقي بصفتي. فمن رآك رآني “.
فلم يسعه إلا امتثال امر ربه. فخطا خطوة، إلى نفسه من ربه، فغشي عليه ؛ فإذا النداء: “ ردّوا عليّ حبيبي. فلا صبر له عني “، فإنه كان مستهلكا في الحق “ ( ف السفر 3 فقرة 36 ).
“ ان الواصلين على مراتب. فمنهم من يكون وصوله إلى اسم ذاتي. .. فهذا [ الواصل ] يكون حاله الاستهلاك، كالملائكة المهيمين [ انظر “ مهيّم “ ] في جلال اللّه تعالى، والملائكة الكروبيين: فلا يعرفون سواه، ولا يعرفهم سواه - سبحانه “. ( ف السفر 4 فق 125 ).
..........................................................................................
( 1 ) يشرح ابن العربي في الفتوحات هذه الآية، جوابا عن السؤال السابع والتسعين: ما حظ المؤمنين من قوله :” كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ “[ 28 / 88 ]:
فيبين: الشيئية، والوجه، وان الهلاك يطول كل ما يطلق عليه اسم شيء [ الهلاك - العدم ].
انظر الفتوحات ج 2 ص 99.