الاصطلاحات الصوفية
ملخص من المعجم الصوفي من تأليف الدكتورة سعاد الحكيم
630. - نهر
يتحول كل شيء في عالم ابن العربي إلى: صفة، أو جمعية صفات، تعبر به إلى الرمز. فإذا عالمه عالم رموز. .. عالم صفاتي.
النهر مثلا ليس عنده مجرد ماء جار، بل يحلل اجزاء هذه الصورة ثم ينظر في كل جزء ( الماء - الجريان ) على حدة. .. يستنبط صفات الجزء، ثم يؤلف صورة جديدة تمثل: جمعية صفات اجزائها وسنحاول ان نحصر نصوص ابن العربي في “ النهر “ بصفتين:
امكانية الشرب المتمثلة في مياه النهر أعطت هذا المصطلح بعدا لا متناهي الاجزاء، تحدّه طبيعة الانسان فقط.
إذا كل ما للانسان فيه نصيب من: علم أو عمل، هو: نهر، فهو مشرب الانسان العلمي والعملي من خير أو شر.
وكان ابن العربي في ذلك منسجما مع الرؤية القرآنية في قوله تعالى :” وَسَخَّرَ لَكُمُ الْأَنْهارَ “( 14 / 32 )
تسخيرا مطلقا حدوده الانسان، على حين جاء تسخيره للبحر مقيدا.
فالنهر مرتبط بالطبيعة الانسانية، ومشرب لها.
ومما يؤكد هذا ان الجنة فيها “ انهار “ ولا بحار.
****
جريان النهر فلا تمسك ماؤه، أعطت النهر طاقة الفصل عن الانسان، وعدم قابلية الاحتواء.
فالانسان يأخذ نصيبه من “ النهر “ ولا يمتلكه.
وهكذا تتكاثر مفردات ابن العربي في النهر 1، فالدنيا: “ نهر “ يجري نحو الآخرة. .. و “ نهر الدنيا “: ملذاتها العابرة. .. وهكذا. ..
انظر في هذا المعجم
- نحر الحياة / - نهر الماء - نهر البلوى / - نهر اللبن - نهر العسل / - نهر الخمر - نهر القرآن - نهر محمد ( صلى اللّه عليه وسلم )
..........................................................................................
( 1 ) يراجع بشأن “ نهر “.
- الفتوحات: - ج 2 ص 279 ( أربعة النهار )، ص 550 ( انهار الجنة ).
- ج 3 ص 342 ( نهران ظاهران ونهران باطنان )
- ج 4 ص 353 ( النهر ) ص 374 ( النهر ) ص 380 ( جنات ونهر ) ص 397 ( علم الاسرار في الأنهار )
- مشاهد الاسرار ق 57 ( اشهدني الحق الأنهار )
- المقنع في ايضاح السهل الممتنع ق 141 ( النهر الأعظم ).
****