الفتوحات المكية

الاصطلاحات الصوفية

ملخص من المعجم الصوفي من تأليف الدكتورة سعاد الحكيم

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


584. - المحو والأثبات

المحو والاثبات من ثنائيات السلوك الصوفي، كالفناء والبقاء. فعندم يذهب المحو العبد عن نفسه، يثبته عند ربه 1. وربما تجد هذه الثنائية مصدرها في الآية الكريمة :” يَمْحُوا اللَّهُ ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ “( الرعد / 39 ).

يقول ابن العربي:

“ المحو: رفع أوصاف العادة. وقيل: إزالة العلة. وقيل: ما نشره [ م ستره ] الحق وفناؤه [ ونفاه ]. الاثبات: إقامة احكام العبادة وقيل اثبات مواصلات 2. .. “ 3 ( الاصطلاحات ص 288 ).

والمحو من الأحوال عند ابن العربي يقول:

“ فالألف، كاملة من جميع وجوهها، والنون ناقصة.

فالشمس كاملة والقمر ناقص: لأنه محو. فصفة ضوئه معارة، وهي “ الأمانة التي حملها. “

وعلى قدر محوه وسراره، [ يكون ] اثباته وظهوره “ ( ف السفر الأول - فق 479 ).

“ وجميع ما ذكرناه يسمى الأحوال والمقامات. فالمقام منها: كل صفة يجب الرسوخ فيها ولا يصح التنقل عنها، كالتوبة.

والحال منها: كل صفة تكون فيها في وقت دون وقت، كالسكر والمحو والغيبة والرضا، أو يكون وجودها مشروطا بشرط، فتنعدم لعدم شرطها، كالصبر مع البلاء والشكر مع النعماء “ ( ف السفر الأول - فق 96 ).

..........................................................................................

( 1 ) يقول الطوسي في اللمع ص 431:

“ المحو “: ذهاب الشيء إذا لم يبق له اثر، وإذا بقي له اثر فيكون طمسا.

قال النوري رحمه اللّه: الخاص والعام في قميص العبودية، إلا من يكون منهم ارفع، جذبهم إلى الحق، ومحاهم عن نفوسهم في حركاتهم واثبتهم عند نفسه.

قال اللّه تعالى :” يَمْحُوا اللَّهُ ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ “( الرعد / 39 )

معنى قولهم جذبهم الحق: يعني جمعهم بين يديه، ومحاهم عن نفوسهم: يعني عن رؤية نفوسهم في حركاتهم.

واثبتهم عند نفسه: بنظرهم إلى قيام اللّه لهم في افعالهم وحركاتهم “

( 2 ) هذا النص لابن العربي مستقى من الرسالة القشيرية. فلتراجع ص 39 ( المحو والاثبات )

( 3 ) يقول الكمشخانوي مفصلا: المحو والاثبات، الذي نراه مجملا مقتضب في نص ابن العربي:

“. .. ( واما المحو والاثبات ) فالمحو: في رفع أوصاف العادة، والاثبات: إقامة احكام العبادة. فمن محا عن نفسه وأحواله الخصال المذمومة وأتى بدلها بالخصال المحمودة. فهو صاحب محو واثبات. وقيل، المحو: انسلاخ العارف عن كل وجود غير وجود الحق.

والاثبات: تصفية السر عن كدورات الانسانية. ثم المحو والاثبات على ثلاثة أقسام: محو العوام واثباتهم. وهو محو الزلة عن الظواهر واثبات الطاعة عليها، وفيه اثبات المعاملات.

ومحو الخواص واثباتهم: وهو محو الغفلة عن الضمائر، واثبات اليقظة فيها، وفيه اثبات المنازلات. ومحو العارفين واثباتهم: وهو محو السرائر واثبات الموجد فيها، وفيه اثبات المواصلات. وهذا كله [ الأقسام الثلاثة ] محو واثبات بشرط العبودية. واما حقيقة المحو والاثبات. فصادران عن القدرة، فالمحو: ما ستره الحق ونفاه. والاثبات: ما أظهره الحق وابداه. فهما مقصوران على المشيئة. قال اللّه تعالى: يمحو اللّه ما يشاء ويثبت، وعنده أم الكتاب. قيل: يمحو عن قلوب العارفين ذكر غيره، ويثبت على السنة المريدين ذكره.

والمحق: فوق المحو، لان المحو يبقى معه اثر بخلاف المحق، فإنه لا يبقى معه اثر بالكلية. فغاية همة القوم [ الصوفية ] المحق. وهو ان يمحقهم اللّه تعالى عن شاهدهم ثم لا يردهم إليهم بعدما محقهم عنهم “ ( جامع الأصول ص 180 ).

****


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب الفتوحات المكية



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!