الاصطلاحات الصوفية
ملخص من المعجم الصوفي من تأليف الدكتورة سعاد الحكيم
580. - ليل- الليل
* الليل والنهار من الثنائيات التي يكثر ابن العربي من استعمالها، ( ليل نهار - غيب شهادة - بطون ظهور - جسم روح ) والتي يجعلها وجهي كل نشأة أو حقيقة.
- الليل والنهار - الجسم والروح يقول في وجهي النشأة الانسانية:
“ فليل هذه النشأة: جسمه الطبيعي، ونهاره: ما نفخ فيه الروح العقلي “ ( ف 4 / 344 ).
“ وموسى أعطاني الكشف والايضاح وتقليب الليل والنهار، فلما حصل عندي، زال الليل وبقي النهار في اليوم كله، فلم تغرب لي شمس، ولا طلعت
. فكان لي هذا الكشف، إعلاما من اللّه انه لاحظ لي في الشقاء في الآخرة “ ( ف - 4 / 77 ).
- الليل والنهار - الحس والعقل، الصورة والروح، الغيب والظهور:
يقول في شرح الآية القرآنية، التي دعا فيها نوح قومه:
“ ونوح دعا قومه :” لَيْلًا “[ 71 / 5 ]: من حيث عقولهم وروحانيتهم، فإنها
غيب ؛” وَنَهاراً “[ 71 / 5 ] دعاهم أيضا: من حيث ظاهر صورهم وحسهم. وما جمع [ نوح ] في الدعوة. .. [ على حين ] فما دعا محمد صلى اللّه عليه وسلم قومه، ليلا ونهارا بل دعاهم: ليلا في نهار، ونهارا في ليل. .. “ ( فصوص 1 / 70 - 71 ).
“ فان الليل لا يعطي للناظر في نظره، سوى نفسه. فهو يدرك ولا يدرك به، فإنه: غيب وظلمة، والغيب والظلمة يدركان ولا يدرك بهما. .. “ ( ف 2 / 379 ).
“. .. هذا كتاب كريم. كتبت به من التقاصي إلى كمالي. .. ومن شروقي إلى غروبي، فمن نهاري إلى الليالي. .. “ ( الاتحاد الكوني ق 140 ).
* * * *
الليل بمعنى الغروب [ انظر “ غروب “ و “ شروق “ ].
وتأخذ وجهين: فإما بغروب الليل يحدث: ضده [ وهذا خاصة في المفاهيم والمعاني. فليل العدل - الظلمة ].
واما يحتفظ غروب الليل بمعنى: الغيب، دون نظر إلى ظلمة.
- الوجه الأول:
“. .. ثم جاء بينهما فترات [ القرن الأول - القرن الرابع ] وحدثت أمور، وانتهت أهواء، وسفكت دماء، وعاثت ذئاب في البلاد وكثر الفساد إلى أن طم الجور، وطما سيله، وأدبر نهار العدل، بالظلم، حين أقبل ليله. .. “ ( ف 3 / 328 ).
- الوجه الثاني:
“ فإن مثل هذا النور المصباحي ينفر ظلمة الليل، بل هو عين نفور ظلمة الليل، مع بقاء الليل ليلا.
فإنه ليس من شرط وجود الليل وجود الظلمة ،
وانما عين الليل: غروب الشمس إلى حين طلوعها، سواء أعقب المحل نور آخر سوى نور الشمس أو ظلمة، فوقع. الغلط في ماهية الليل ما هي ،
ولهذا قال :” وَاللَّيْلِ إِذا سَجى “[ 93 / 2 ]
فلو كان عين الليل: ظلمة: ما نعته بأنه: اظلم.
فقد يكون الليل ولا ظلمة، كما أنه قد يكون ولا ضوء. .. “ ( ف - 4 / 390 ).
* تتردد عند ابن العربي عبارتان: الليل الانساني - الثلث الأخير أو الثلث الباقي من الليل الانساني، أو الثلث الأخير من الليل.
فما هو الليل الانساني ؟
يرى ابن العربي ان النشأة الانسانية بجميعها: ليل ،
وقد قسمه ثلاثة أثلاث:
الثلث الأول: هو الهيكل الترابي، اي الجسد
الثلث الثاني: روحه الحيواني، اي النفس ،
الثلث الأخير: هو الروح المنفوخ، اي الروح
وهذا الثلث الأخير فيه يتنزل الحق، يسأل عباده التائبين المستغفرين ليجود عليهم بالمنح ( حديث النزول الإلهي في الثلث الباقي من الليل الانساني ).
يقول:
“ النشأة الانسانية بجميعها: ليل 1، وفي الثلث الآخر منها يكون النزول الإلهي، لينيله أجزل النيل، ولم يكن الثلث الاخر الا: الروح المنفوخ، الذي له الثبات والرسوخ والعلو على الثلثين. ..
فالثلث الأول: هيكله الترابي ،
والثلث الثاني: روحه الحيواني ،
والثلث الأخير به كان انسانا. .. “ ( ف 4 / 344 ).
“. .. إلى حديث النزول الإلهي، في الثلث الباقي من الليل الانساني 2 وسؤاله عباده، التائبين والداعين المستغفرين ليجود عليهم بالمنح، وأنواع الطرف والملح. .. “ ( ف - 4 / 347 ).
..........................................................................................
( 1 ) يراجع بشأن ليل عند ابن العربي:
- الفتوحات ج 2 ص 660 ( ظلمة الليل )
- الفتوحات ج 4 ص 61 ( ليل هيكله )
- تاج الرسائل ق 48 ب ( الثلث الآخر من الليل )
- كيمياء السعادة ق 3 ( النهار والليل ).
( 2 ) انظر فهرس الأحاديث حديث رقم: 42
****