الفتوحات المكية

الاصطلاحات الصوفية

ملخص من المعجم الصوفي من تأليف الدكتورة سعاد الحكيم

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


579.  – التلوين

في اللغة:

“ الّلون: هيئة كالسواد والحمرة، ولوّنته فتلوّن. ولون كل شيء.

ما فصل بينه وبين غيره. ..

والألوان: الضروب، واللون: النوع، وفلان متلوّن إذا كان لا يثبت على خلق واحد “ ( لسان العرب مادة “ لون “ ).

في القرآن:

ورد الأصل “ لون “ بالمعنيين اللغويين السابقين:

 - اللون - هيئة كالسواد والحمرة:

قال تعالى: ” قالُوا ادْعُ لَنا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنا ما لَوْنُها “[ 2 / 69 ]

 - اللون – النوع

قال تعالى: ” وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوانُهُ كَذلِكَ “[ 35 / 28 ].

عند ابن العربي:

* يتلخص موقف السابقين لابن العربي من التلوين والتمكين بالآتي:

التلوين: مقام الطلب لطريقة الاستقامة في مقابل التمكين [ الثبات على الاستقامة ].

وهو صفة أرباب الأحوال في مقابل التمكين [ صفة أهل التحقيق ]، وصاحب التلوين: يترقى من حال إلى حال، وينتقل من وصف إلى وصف في مقابل صاحب التمكين [ وصل واتصل ] 1.

وعلى حين يظهر “ التلوين “ نقص في حق المتلون، في النصوص السابقة لابن العربي - نجده عند شيخنا الأكبر أكمل المقامات.

وهو لا يقابل التمكين لأن هذا الأخير ليس سوى: تمكين في التلوين.

يقول:

“ التلوين: تنقل العبد في أحواله، وهو عند الأكثرين مقام ناقص، وعندن هو

أكمل المقامات، وحال العبد فيه حال قوله تعالى :” كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ “ [ 55 / 29 ].

التمكين: عندنا هو التمكين في التلوين وقيل حال أهل الوصول “ ( الاصطلاحات ص ص 291 - 292 ).

* * * *

يستعمل ابن العربي لفظ: “ المتمكن من أهل اللّه “ بمعنى العارف الواصل ،

في مقابل: المبتدىء يقول:

“ ويأتي [ الشيطان ] العارفين بالواجبات فلا يزال بهم حتى ينووا، مع اللّه، فعل امر ما من الطاعات. .. وعزم. .. وما بقي الا الفعل، أقام له [ الشيطان ] عبادة أخرى أفضل منها شرعا.

فيرى العارف ان يقطع زمانه بالأولى، فيترك الأول، ويشرع في الثاني. فيفرح إبليس حيث جعله ينقض عهد اللّه بعد ميثاقه.

والعارف لا خبر له بذلك.

فلو عرف، من أول، ان ذلك من الشيطان، عرف كيف يرده.

وكيف يأخذه: كما فعل عيسى، عليه السلام، وكلّ متمكن 2 من أهل اللّه. .. “ ( السفر الرابع فق 394 ).

..........................................................................................

( 1 ) - يقول السراج في تعريف التلوين:

“ التلوين “ معناه: تلوّن العبد في أحواله، قال قوم: علامة الحقيقة التلوين، لأن التلوين ظهور قدرة القادر ويكتسب منه الغيرة، التلوين :. .. التغيير، فمن أشار إلى تلوين القلوب وتغير الأحوال فقال: علامة الحقيقة رفع التلوين. ومن أشار إلى تلوين القلوب والاسرار الخالصة للّه تعالى في مشاهدتها وما يرد عليها: من التعظيم والهيبة وغير ذلك من تلوين الواردات فقال: علامة الحقيقة التلوين. .. “ ( اللمع ص 443 ).

- اما الكمشخانوي فيزيد على ما أوردناه في المتن بنقله عن المشايخ:

“ ( وقال ) أبو علي [ الدقاق ]: كان موسى عليه السلام - صاحب تلوين، لأنه رجع من سماع كلام اللّه تعالى، وطلب الرؤية، إلى ستر وجهه لما اثرت فيه الحال. ومحمد ( صلى اللّه عليه وسلم ) كان صاحب تمكين، فرجع كما ذهب ليلة المعراج، لم يؤثر فيه ما شاهده ولا ما سمعه تلك الليلة ،

وكان [ أبو علي ] يقول: مثال حالهما [ صاحب التلوين وصاحب التمكين ] امرأة العزيز والنسوة.

فالنسوة [ - تلوين ] لما رأيناه أكبرنه وقطعن أيديهن، وقلن، ما قلن، لأنهن لم يكن لهن في حبه مقام تمكين. وامرأة العزيز كانت بيوسف أتم بلاء منهن ولم يجد عليها ذلك اليوم، شيء مما جرى، على النسوة، لكونها صاحبة تمكين في حبه. .. واما

المسلوب عن نفسه واحساسه بالكلية فهو في المحو المحض، فلا تلوين له ول تمكين له، ولا مقام ولا حال. .. “ ( جامع الأصول ص 157 ).

( 2 ) يراجع بشأن “ تلوين “ عند ابن العربي:

- الفتوحات السفر الأول فق 334 ( مقام التمكين )

- الفتوحات السفر الثاني فق 20 ( التلوين والتمكين )، فق 21 ( التمكين )، فق 25 ( التلوين )، فق 27 ( التمكن ).

- الفتوحات السفر الثالث فق 38 ( التلوين، التمكين في التلوين ).

- الفتوحات السفر الخامس فق 328 ( التمكن )، فق 229 ( التمكن ).

****


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب الفتوحات المكية



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!