الفتوحات المكية

الاصطلاحات الصوفية

ملخص من المعجم الصوفي من تأليف الدكتورة سعاد الحكيم

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


559. - الكثير الواحد

وضع ابن العربي عبارة “ الكثير الواحد “ في مقابل عبارة “ الواحد الكثير “.

ففي الأولى ينظر إلى الوحدة في الكثرة، على حين انه في الثانية ينظر إلى الكثرة في الوحدة.

وعبارة “ الكثير الواحد “ يطلقها على الحق، وعلى الانسان.

فهي تنطبق على الحق، إذا نظرنا إلى وحدة ذاته، من خلال كثرة أسمائه وصفاته.

وتنطبق على الخلق، إذا نظرنا إلى وحدة عينه، من خلال كثرة صوره.

وقد شبه النسبة بين العين الوجودية الواحدة، والصور المتكثرة المتغايرة، بالنسبة بين النفس الواحدة الشخصية، وبين بدنها المتكثر بصور أعضائه.

فزيد مثلا الكثير بصور أعضائه، هو حقيقة واحدة فهو: “ الكثير الواحد “.

يقول ابن العربي:

“ فكما ان للكثرة أحدية تسمى: أحدية الكثرة 1 كذلك للواحد كثرة تسمى:

كثرة الواحد. .. فهو [ الحق ] الواحد الكثير، والكثير الواحد. .. “ ( ف 4 / 232 ).

“. .. فمعلوم ان زيدا حقيقة واحدة شخصية، وأن يده ليست صورة رجله، ول رأسه، ولا عينه، ولا حاجبه، فهو الكثير الواحد: الكثير بالصور، الواحد بالعين.

وكالانسان: واحد بالعين بلا شك، ولا نشك ان عمرا ما هو زيد، ولا خالد، ولا جعفر، وان اشخاص هذه العين الواحدة، لا تتناهى وجودا. فهو وان كان واحد بالعين، فهو كثير بالصور والاشخاص “ ( فصوص 1 / 183 - 184 ).

يتضح في النص الثاني ان ابن العربي، أعطى تمثيلين يفسر في ضوئهما كثرة الوحدة الحقية:

الأول: زيد وأعضاؤه. والثاني: الانسان واشخاصه 2.

..........................................................................................

( 1 ) انظر “ أحدية الكثرة “.

( 2 ) يقول عفيفي في تعليقه على هذا المقطع:

“ وفي هذا التمثيل من التضليل ما فيه: أولا، لأنه يصور المسألة تصوير ماديا، ويجعل النسبة بين الحق والخلق، أشبه بنسبة الكل المادي إلى اجزائه.

وهذا ما لا يرضاه ابن العربي نفسه، لأنه لا يرمي مطلقا إلى هذا التفسير المادي للوجود.

ثانيا، ان من الصعب ان نفهم، ان صورة يد زيد، أو صورة رجله، أو اي عضو من أعضائه، انما هي مجلى لزيد، بنفس المعنى الذي به يقال، ان صورة كيت وكيت من صور الممكنات مجلى للحق. ..

والتمثيل الثاني الذي أورده، هو ان نسبة العين الوجودية الواحدة، إلى الصور المتكثرة، كنسبة الكلي إلى جزئياته، اي كنسبة “ الانسان “ مثلا إلى زيد وعمر وبكر وغيرهم، فمن لا يحصى عددهم من بني الانسان.

وهذا وان كان أدنى إلى ما يرمي اليه المؤلف في فهمه، للنسبة بين الحق والخلق، وأبعد عن المادية من التمثيل السابق، الا انه لا يمكن ان يعد تصويرا دقيق لفكرة وحدة الوجود. “ ( فصوص ج 2 ص ص 266 - 267 ).


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب الفتوحات المكية



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!