الفتوحات المكية

الاصطلاحات الصوفية

ملخص من المعجم الصوفي من تأليف الدكتورة سعاد الحكيم

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


500.  – الغراب

في اللغة:

“ الغراب معروف، وسمي بذلك لسواده ومنه قوله تعالى” وَغَرابِيبُ سُودٌ “

هما لفظان بمعنى واحد. ومن أحاديث راشد بن سعد ان النبي ( صلى اللّه عليه وسلم ) قال: ان اللّه تعالى يبغض الشيخ الغربيب. فسّره راشد بن سعد بالذي يخضب بالسواد.

جمعه غربان واغربة واغرب وغرابين وغرب. .. وكنيته أبو حاتم وأبو جحادف أبو الجراح. .. “ 1 ( حياة الحيوان. الدميري ج 2 ص 189 ).

في القرآن:

الغراب هو الطائر المشار اليه في المعنى اللغوي السابق :” فَبَعَثَ اللَّهُ غُراباً يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ “( 5 / 31 ).

عند ابن العربي 2

ان دفق شعرية ابن العربي تتسرب إلى كل الأشياء: غيم، نجم، شجر، طير، حيوان. .. وتقتبسها.

فإلى جانب ذلك العدد الكبير من مصطلحاته الصوفية والفلسفية الخاصة، يتبنى الغيم والنجم والطير والشجر. .. كنايات.

ولكن هذه الكنايات لم يتخذها اعتباطا ولا اصطلاحا محضا، بل في الواقع لقد جرّد هذه الأشياء من كينونتها وجعلها صفات.

فالغراب مثلا لم يعد طائرا، بل إشارة إلى السواد والغربة.

ومن ناحية ثانية، يتميز الجسم الكل في فلسفته بهاتين الصفتين: اذن الغراب كناية عن الجسم الكل.

يقول:

“ الغراب: الجسم الكل “ ( الاصطلاحات ص 293 ).

“ فقام الغراب وقال: أنا هيكل الأنوار. .. ومحل الكيف والكم. .. وأن الرئيس المروس ولي الحس والمحسوس، بي ظهرت الرسوم، ومني قام عالم الجسوم، أنا أصل الاشكال وبمراتب صوري تضرب الأمثال. .. انا صورة

الفلك ومحل الملك، عليّ صح الاستواء، وعني كنى بالمستوى، وانا اللاحق الذي لا ألحق، كما العقاب 3 السابق الذي لا يسبق، هو الأول وانا الآخر 4، وله الباطن ولي الظاهر 5، قسم الوجود بيني وبينه وانا أظهرت عزّه وكونه. .. “ ( رسالة الاتحاد الكوني ق ق 146 ب - 147 ).

..........................................................................................

( 1 ) يراجع بشأن الغراب. حياة الحيوان الكبرى. كمال الدين الدميري.

المطبعة العامرة 1292 ه. ج 2 ص 189 - 198.

( 2 ) ننقل تعريف “ الغراب “ من المراجع التالية:

- تعريفات الجرجاني ص 167 الغراب:

“ الجسم الكل وهو أول صورة قبله الجوهر الهبائي وبه عم الخلاء، وهو امتداد متوهم من غير جسم وحيث قبل الجسم الكل من الاشكال الاستدارة علم أن الخلاء مستدير، ولما كان هذا الجسم أصل الصور الجسمية الغالب عليها غسق الامكان وسواده، فكان في غاية البعد من عالم القدس وحضرة الأحدية يسمى بالغراب الذي هو مثل في البعد والسواد “.

- لطائف الاعلام ورقة 137 ب:

“ الغراب هو الجسم الكلي يسمى بذلك اشتقاقا من الغربة فإنه موضع غربة النفوس عن عالمها القدسي، والغراب مشهور بالبعد والغربة وهو ينعق بين ورق الحمام وهي النفوس “.

- جامع الأصول. الكمشخانوي ص 65:

“ الغراب: هو كناية عن الجسم الكلي لكونه في غاية البعد من عالم القدس والحضرة الأحدية، ولخلوه عن الادراك والنورانية، سمي بالغراب الذي هو مثل في البعد والسواد “.

( 3 ) انظر “ عقاب “

( 4 ) انظر “ أول - آخر “

( 5 ) راجع “ ظاهر - باطن “.

****


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب الفتوحات المكية



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!