الفتوحات المكية

الاصطلاحات الصوفية

ملخص من المعجم الصوفي من تأليف الدكتورة سعاد الحكيم

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


499. - غربة

انظر مقدمة المعجم: “ معراج المصطلح “

((4 - “ معراج “ الكلمة: أنّى نجد معنى محددا مصطلحا في نظام فكري كل ما فيه يتحرك، يعرج. فالكلمة لا ترتاح عنده في تحديد واحد وانما تتعدد في تيار يلونها بألوان متعددة، كل لون هو مرحلة من مراحل التجربة. نشبه حركة الكلمة عنده بالمعراج، انسجاما مع دراستنا الصوفية، وان كان الأجدر ان نقول “ جدلية “ الكلمة. فالكلمة “ تعرج “ من مضمون أدنى إلى مضمون ارقى، ثم إلى مضمون أعلى. . لا تستقر في مضمون بل تتركه دوما إلى مضمون أعلى دون ان تصل ابدا. . كل ذلك بديناميكية جدلية خاصة، تلتقط في كل مضمون ما يحمله في حناياه، من بذور إلغائه. وهكذا إلى ما ل نهاية لأنه: “ ليس للترقي انتهاء “.

ويشير الشيخ ابن العربي إلى موقفه هذا بأنه يتكلم: “ بلسان أعلى من لسان “.

ونورد لذلك مثلا بسيطا، نلمس فيه ديناميكية الكلمة في ترقيه بالمضامين، ونختار كلمة لم تبتدعها عبقرية الشيخ ابن العربي. وان كانت لغته قد دمغتها: الغربة.

حيث نلاحظ انها في معناها الأول تقارب المفهوم العادي لطائفة المتصوفة ،

اما في معناها الثاني فقد لبست خلعة مقام ارقى.

وفي المعنى الثالث تطوعت لتلائم تفكير الشيخ ابن العربي في وحدة الوجود.

المعنى الأول: “ مفارقة الوطن في طلب المقصود “ ( ف 2 / 527 )

“ يطلبون بالغربة وجود قلوبهم مع اللّه “ ( ف 2 / 528 )

المعنى الثاني: “ واما غربة العارفين. .. فهي مفارقتهم لإمكانهم، فان الممكن وطنه: الإمكان “ ( ف 2 / 528 ). “ موطن الممكن: العدم أولا، وهو وطنه الحقيقي، فإذا اتصف بالوجود فقد اغترب عن وطنه “ ( ف 2 / 529 ).

المعنى الثالث: “ اما العارفون المكملون فليس عندهم غربة أصلا، وانهم أعيان ثابتة في أماكنهم لم يبرحوا عن وطنهم [ الامكان ]، ولما كان الحق مرآة لهم، ظهرت صورهم فيه، ظهور الصور في المرآة. .. هم [ العارفون المكملون ] أهل شهود في وجود. .. فمرتبة الغربة ليست من منازل الرجال. .. والغربة عند العلماء بالحقائق. .. غير موجودة ولا واقعة. .. “ ( ف 2 / 529 ). )).

*****


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب الفتوحات المكية



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!