الفتوحات المكية

الاصطلاحات الصوفية

ملخص من المعجم الصوفي من تأليف الدكتورة سعاد الحكيم

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


491. - العنصر الأعظم

مرادف: العنصر الاعلى، الركن الأعظم.

في اللغة:

“ ( العنصر ): أصل الحسب وهذا ممّا زيدت فيه النون، وهو في الأصل العصر وهو الملجأ 1. .. لان كلا يئل في الانتساب إلى أصله الذي هو منه “ ( معجم مقاييس اللغة مادة “ عنصر “ ).

في القرآن:

الكلمة غير قرآنية.

عند ابن العربي:

* لم يكن ابن العربي غريبا عن محاولات الفلاسفة المتكررة ارجاع العناصر

الأربعة إلى عنصر واحد يجعلونه مبدأ خلق العالم ومادته الأولى، بل منبع الاستحالات ومصبها كلها.

وها هو ذا يقرر ان “ العنصر الأعظم “ هو: الماء، من حيث إنه أصل الحياة ومنشؤها بالسند القرآني :” وَجَعَلْنا مِنَ الْماءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ “[ 21 / 30 ].

وهنا نلفت النظر إلى الحقائق التالية، وهي تفرق بين موقف الحاتمي وموقف الفلاسفة:

 - ان الماء الذي يجعله عنصرا أعظم، يشبه بالاسم فقط الماء الذي في عالمنا ( عالم الكون والفساد )، وقد سمي هذا الأخير باسمه لصفة قامت به ( الاحياء ) 2.

 - ان العنصر الأعظم عند الفلاسفة هو مادة أولى لعالم الكون والفساد.

ولكن ابن العربي يجعله صفة سارية في المخلوقات جميعها ( السماوات.

العالم العلوي والأرض ).

 - ان العنصر الأعظم هو في الواقع: “ الحياة “ التي سببها “ الماء “، وبنظرة ثاقبة نرى ان كل حياة متجلية في المخلوقات هي مظاهر ومجالي للاسم الإلهي: الحي، فهو على الحقيقة “ العنصر الأعظم “.

ونورد فيما يلي نصوص ابن العربي الا انها تتميز بغموض مقصود ينم عن رغبة في التكتم لم ينكرها 3، يقول:

“ قال تعالى” وَجَعَلْنا مِنَ الْماءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ “[ 21 / 31 ] وقال فيه :” وَكانَ عَرْشُهُ عَلَى الْماءِ “[ 11 / 7 ] اي اظهر الحياة فيكم ليبلوكم، كذلك قال تعالى في موضوع آخر :” الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَياةَ لِيَبْلُوَكُمْ “[ 67 / 2 ] فجعل ليبلوكم إلى جانب الحياة فان الميت لا يختبر. .. قوله تعالى” وَجَعَلْنا مِنَ الْماءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ “فهو العنصر الأعظم، اعني فلك الحياة وهو اسم الأسماء 4 ومقدمتها وبه كانت 5، قوله تعالى” وَجَعَلْنا مِنَ الْماءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ “من حيث هو حي لا من حيث هو جوهر “ ( عقلة المستوفز ص 53 ).

“ واما اختياره 6 [ الحق ] من الأركان ركن الماء لأنه من الماء جعل كل شيء حي حتى العرش لما خلقه ما كان الا على الماء. فسرت الحياة فيه منه: فهو الركن الأعظم. .. وان كان سبب الحياة أشياء معه ولكنه الركن الأعظم من تلك الأشياء. .. “ ( ف 2 / 174 ).

* * *

* ان العنصر الأعظم الذي يشكل مادة العالم الأولى يوازي عند شيخنا الأكبر “ حقيقة الحقائق “ ( فلتراجع ).

وسنورد النصوص التي تشير من خلال مرتبة العنصر الأعظم إلى كونه حقيقة الحقائق.

يقول :” الحمد للّه الذي بوجوده * ظهر الوجود وعالم الهيمان

والعنصر الاعلى الذي بوجوده * ظهرت ذوات عوالم الامكان “( عقلة المستوفز. مخطوط دار الكتب المصرية رقم 9 مجاميع ق 145 )

“. .. العنصر الأعظم. .. له التفاتة مخصوصة إلى عالم التدوين والتسطير، ولا وجود لذلك العالم في العين. .. فاوجد سبحانه. .. عند تلك الالتفاتة العقل الأول 7 “ ( عقلة المستوفز ص 50 ).

“. .. العنصر الأعظم 8 الشريف الذي هو لكرة العالم كالنقطة والقلم [ الاعلى ] لها كالمحيط واللوح [ المحفوظ ] ما بينهما، وكما أن النقطة تقابل المحيط بذاتها كذلك هذا العنصر يقابل بذاته جميع وجوه العقل. .. فهي في العنصر واحدة وهي في العقل تتعدد وتتكثر لتعدد قبوله منه، فللعنصر التفاتة واحدة وللعقل وجوه كثيرة في القبول. .. “ ( عقلة المستوفز ص 82 ).

“ الرتق المكنى بالعنصر الأعظم “ ( مرآة العارفين ق 1 ).

- - - - -

( 1 ) راجع في الكتاب نفسه مادة “ عنصر “ الأصل الثالث.

( 2 ) اطلاق الاسم نفسه على اشخاص مختلفين لاتفاق في صفة، وارد عند الشيخ الأكبر.

“ فتجلي الحق سبحانه بنفسه لنفسه بأنوار السبحات الوجهية من كونه عالم ومريدا فظهرت الأرواح المهيمة بين الجلال والجمال. .. ثم إنه سبحانه وتعالى أوجد دون هؤلاء الأرواح بتجل آخر من غير تلك المرتبة فخلق أرواحا متحيزة في ارض بيضاء. .. ولاشتراكهم مع الأول في نعت الهيمان لذلك لم نفصل بل قلنا الأرواح المهيمة على الاطلاق وكل منهم على مقام من العلم باللّه والحال. .. “ ( عقلة المستوفز ص 49 ).

( 3 ) يقول في عقلة المستوفز ص 49 - 50:

“ وخلق [ تعالى ] في الغيب المستور الذي لا يمكن كشفه لمخلوق العنصر الأعظم. .. ان هذا العنصر الأعظم المخزون في غيب الغيب. .. أكمل موجود في العالم، ولولا عهد الستر

- - - - -

الذي اخذ علينا في بيان حقيقته لبسطنا الكلام فيه وبينا كيفية تعلق كل ما سوى اللّه به. .. “.

( 4 ) راجع “ الأسماء الإلهية “.

( 5 ) راجع بخصوص الاسم “ الحي “ الفتوحات ج 1 ص 100 حيث يقول: “ فالحي رب الأرباب والمربوبين وهو الامام ويليه في الرتبة العالم. .. والمريد. .. القائل. .. “

“( 6 ) ولما كانت الأمور في أنفسها تقبل الاختيار كما فعل سبحانه في جميع الموجودات فاختار من كل امر في كل جنس امرا ما: كما اختار من الأسماء الحسنى كلمة اللّه، واختار من الناس الرسل واختار من العباد الملائكة، واختار من الأفلاك العرش، واختار من الأركان الماء، واختار من الشهور رمضان. .. واختار من الليالي ليلة القدر. .. واختار من الاعداد التسعة والتسعين. .. واختار من البيوت. .. “ ( ف 2 / 169 ).

( 7 ) راجع “ العقل الأول “.

( 8 ) يراجع بشأن العنصر الأعظم عند ابن العربي:

- مرآة العارفين ورقة 1 ( العنصر الأعظم: كناية عن حالة الرتق )

- عقلة المستوفز ص 41، 49، 71 ،

- الفتوحات ج 1 ص 133 ( وهنا ابن العربي لا يتكلم على “ العنصر الأعظم “ المعرف بل يتكلم على العنصر الأعظم في مخلوق مثلا: العنصر الأعظم في الانسان أو العنصر الأعظم في الجان ).

كما يراجع:

- لطائف الاعلام ورقة 134 ( العنصر الأعظم ).

- كشاف التهانوي ج 4 ص ص 960 - 962 ( العنصر ).

- تعريفات الجرجاني ( العنصر، العنصر الخفيف، العنصر الثقيل ).

****


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب الفتوحات المكية



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!