الفتوحات المكية

الاصطلاحات الصوفية

ملخص من المعجم الصوفي من تأليف الدكتورة سعاد الحكيم

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


49. أمّ الهيّة

أهمية الشيخ في السلوك لم تعد مثارا للجدل حتى قبل الشيخ ابن العربي 1، ففي الأوساط الصوفية يعتبر الشيخ: الأب الروحي للمريد.

فمن حيث إن الانسان روح وجسد له نسبان: نسب جسدي إلى أب وأم ترابيين ( ولادة طبيعية )، ونسب روحي إلى أب وأمّ روحيين ( ولادة معنوية ) 2.

ولكن قبل الشيخ ابن العربي كان النسب الروحي للانسان ينحصر دائم بالأب، ولم نكن لنجد عبارة “ الام الروحية “ أو ما يقابل مفهوم هذه العبارة ذلك لان كل من نقرأ له من اعلام التصوف، ان تربّى على يد شيخ، فان هذا الشيخ كان ذكرا.

فان الشيخ ابن العربي هو الذي ابتدع عبارة “ الام الإلهية “ مجاورة للأب الروحي وفي مقابل الام الترابية والأب الترابي 3، أو بالأحرى اخذها عن امرأة كان لها في

حياته شأن المربية الروحية، فهو يكتب:

“ خدمت انا بنفسي [ الشيخ ابن العربي ] امرأة من المحبات العارفات بإشبيلية يقال لها فاطمة بنت المثنى القرطبي. .. وكانت تقول لي: انا أمّك الإلهية ونور أمّك الترابية. .. “ ( ف 2 / 347 - 48 ).

..........................................................................................

( 1 ) يراجع بهذا الشأن:

- ابن خلدون “ شفاء الرسائل “ من ص 61 إلى ص 65 ،

- ابن عباد الرندي “ الرسائل الصغرى “ ( الرسالة السادسة عشرة ) من ص 130 إلى ص 133 حيث يظهر ابن عباد طريق الصوفية موضحا مكانة كل من “ شيخ التربية “ و “ شيخ التعليم “:

“ واعتماد شيخ التربية هو طريق الأئمة المتأخرين من الصوفية، واعتماد شيخ التعليم هو طريق الأوائل منهم “ ( ص 131 ).

( 2 ) يقول السهروردي في “ عوارف المعارف “. .. يصير المريد جزء الشيخ، كما أن الولد في الولادة الطبيعية. وتصير هذه الولادة آنفا ولادة معنوية، كما ورد في عيسى صلوات اللّه عليه، “ لن يلج ملكوت السماء من لم يولد مرتين “. “ فبالولادة الأولى يصير له ( للولد ) ارتباط بعالم الملك، وبهذه الولادة ( المعنوية )، يصير له ارتباط بالملكوت. .. ( و ) يستحق ميراث الأنبياء ومن لم يصله ميراث الأنبياء م ولد “ ( ص 85 ).

- يراجع بشأن الولادتين السهروردي عوارف المعارف ص 84 - 88، نشر دار الكتاب العربي. بيروت الطبعة الأولى 1966.

- يشير القونوي إلى “ الولادة الثانية “ في رسالة “ التوجه الأولى “ ق 11 مخطوط مؤرخ في سنة 914 ه بخط أبو بكر الذباح الحنبلي راجع ترجمته في تراجم الأعيان للبوريني، ج 1 ص 279 وهذا المخطوط من مكتبة السيد رياض المالح الخاصة.

( 3 ) هذه الموازاة بين النسبين في الام يتبعها موازاة في الولد فهناك “ ولد طين “ و “ ولد دين “ يقول الشيخ ابن العربي في كتاب التراجم ص 35: “ فهناك فرق بين ولد الطين وولد الدين. .. “.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب الفتوحات المكية



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!