الفتوحات المكية

الاصطلاحات الصوفية

ملخص من المعجم الصوفي من تأليف الدكتورة سعاد الحكيم

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


48. أمّ الكتاب

“ أم الكتاب “ عبارة مؤلفة من لفظين، ولشرحهما لا بد من فصلهما لمعرفة المقصود من كل لفظ على حدة، ثم من المجموع.

ينحصر مضمون لفظ أمّ هنا بمفهوم: الاجمال ( راجع “ أمّ “ )، في حين لفظ الكتاب يرد دائما معرّفا، لان المقصود منه دائما الكتاب المبين 2، يشغل:

مرتبة التفصيل. اذن:

أمّ - مرتبة الاجمال

الكتاب - الكتاب المبين - مرتبة التفصيل.

أمّ الكتاب - المجموع المجمل لكل الحقائق المفصّلة في الكتاب المبين.

يقول الشيخ ابن العربي:

“. .. وجميع ما في الكتاب مفصّل، في فاتحته مجمل [ من حيث إن الفاتحة أحد المعاني المقصودة بأم الكتاب ]، وباعتبار اجمال ما فصّل في الكتاب فيها سميت:

بأمّ الكتاب، وباعتبار تفصيل ما أجمل فيها فيما يلي مرتبتها سميت، مرتبة التفصيل: بالكتاب المبين. .. “ ( مرآة العارفين ص 120 ب ).

“. .. فباعتبار اندراج ما يريد ان يتفصل. .. يقال له: أم الكتاب، وباعتبار تفصيل ما كان. .. مجملا. .. يقال له: الكتاب المبين. .. “.

( مرآة العارفين ص 121 ب ).

وهكذا تكون “ أم الكتاب “ كلمة تابعة للمقصود من الكتاب:

هذا الكتاب المبين 3 وان كانت صفته لا تتغير، وهي أنه دائما مبين، ال ان ذاته تتغير بتغير العالم المقصود في الكلام.

وانطلاقا من هذه المقدمة نستطيع ان نوجز قدر الامكان جملة المعاني المقصودة بأم الكتاب عند الشيخ ابن العربي:

أم الكتاب - ذات الحق 4 ،

ذات الحق هي أم كتاب الحقائق الإلهية، المفصّلة في علمه.

“. .. فذات الحق سبحانه وتعالى باعتبار اندماج الكل فيها هي: أمّ الكتاب، وعلمه: هو الكتاب المبين. .. فالذات هي: أم الكتاب من الحقائق الآلهية. .. “ ( مرآة العارفين ص 121 ).

“ فأعلم ان الحق هو على الحقيقة: أم الكتاب. .. “ ( ف 3 / 160 ).

أم الكتاب - القلم الاعلى 5 ،

القلم الاعلى هو أمّ كتاب الحقائق الكونية، المفصلة في اللوح المحفوظ ،

“. .. وعلّم بالقلم، الملقب بأم الكتاب، اللوح المحفوظ المسمى بالكتاب

المبين “. ( مرآة العارفين ص 120 ).

“. .. كما أن القلم هو أم الكتاب من الحقائق الكونية “ ( مرآة العارفين 121 ).

أم الكتاب - العرش

العرش هو أمّ الكتاب في عالم الملك، المفصّل في الكرسي.

“ واعلم كذلك ان لعالم الملك كتابا مجملا وهو العرش، وكتابا مفصلا وهو الكرسي، فباعتبار اندراج ما يريد ان يتفصّل في الكرسي، في العرش 6 ،

يقال له:

أم الكتاب وباعتبار تفصيل، ما كان في العرش مجملا، في الكرسي

يقال له:

الكتاب المبين. .. “ ( مرآة العارفين ص 121 ب ).

أم الكتاب - الفاتحة ،

الفاتحة هي أم الكتاب، الذي هو هنا القرآن 7.

“. .. وجميع ما في الكتاب مفصل في فاتحته مجمل، وباعتبار اجمال ما فصل في الكتاب فيها سميت: بأم الكتاب. .. “ ( مرآة العارفين ص 120 ب ).

أم الكتاب - نقطة الباء 8 ،

يرى الشيخ ابن العربي ان نقطة الباء في البسملة هي “ أم الكتاب “ من حيث اندراج الفاتحة وجميع الكتب المنزلة فيها.

“. .. والفاتحة في البسملة، والبسملة في الباء، والباء في النقطة مندرجة مندمجة فهي أمّ الكتاب، وجميع الكتب الكامنة فيها. .. “ ( مرآة العارفين 124 ).

..........................................................................................

( 1 ) وردت عبارة “ أم الكتاب “ في القرآن في ثلاث سور :” مِنْهُ آياتٌ مُحْكَماتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتابِ وَأُخَرُ مُتَشابِهاتٌ “( 3 / 7 )” يَمْحُو اللَّهُ ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ “( 13 / 39 ) .” وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتابِ لَدَيْنا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ “( 43 / 4 ).

يفسر ابن عباس والنسفي أم الكتاب: بأصل الكتاب وهو اللوح المحفوظ ام الكتاب فهو القرآن.

يراجع تفسير النسفي نشر دار الكتاب العربي بيروت ،

ج 1 ص 146، ج 2 ص 252، ج 4 ص 113 ،

- تفسير ابن عباس. المكتبة الشعبية بيروت ص 43 - ص 210 - ص 411 ،

( 2 ) الكتاب المبين وان كان عبارة قرآنية ( 26 / 2 - 27 / 1 - 44 / 2 ) تشير إلى القرآن فقط، فان الشيخ ابن العربي يأخذها بمعان متعددة كما سيرد ذكرها.

( 3 ) راجع مادة “ كتاب مبين “ ،

( 4 ) “ ان أم الكتاب هي عبارة عن ماهية كنه الذات. .. والكتاب هو الوجود المطلق. .. “ ( الجيلي، الانسان الكامل ج 1 ص 65 ).

يراجع بهذا الشأن الانسان الكامل ج 1 ص 23 وص 65.

( 5 ) انظر مادة “ قلم “ كما يراجع عنقاء مغرب ص 42.

( 6 ) في العرش متعلق باندراج في الكرسي متعلق بتفصيل ليتضح المعنى.

( 7 ) وفي حال كون الكتاب هو القرآن. تصبح الفاتحة “ أم القرآن “ أو “ أم الكتاب “ وهذه التسمية متوافرة في تفاسير القرآن.

يورد فخر الدين الرازي خمسة أسباب لتسمية الفاتحة أم القرآن أو أم الكتاب انظر مفاتيح الغيب ج 1 ص ص 173 - 175 طبع المطبعة البهية المصرية، كم يراجع كتاب أنوار التنزيل واسرار التأويل للبيضاوي الطبعة الثانية 1955 م مطبعة البابي الحلبي بمصر ج 1 ص 2.

( 8 ) ان في “ نقطة الباء “ إشارة إلى “ الدرة البيضاء “ من حيث اندراج الكل فيها. راجع “ درة بيضاء “ يراجع بشأن النقطة الحلاج: حقائق التفسير للسلمي :Essai p

8No 41.

****


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب الفتوحات المكية



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!