الاصطلاحات الصوفية
ملخص من المعجم الصوفي من تأليف الدكتورة سعاد الحكيم
488. - العمد أو الماسك
في اللغة:
“ العين والميم والدال أصل كبير، فروعه كثيرة ترجع إلى معنى، وهو الاستقامة في الشيء، منتصبا أو ممتدا، وكذلك في الرأي وإرادة الشيء. ..
والعمد: ان تعمد الشيء بعماد يمسكه ويعتمد عليه. .. “ ( معجم مقاييس اللغة مادة “ عمد “ ).
في القرآن:
ورد “ العمد “ في القرآن بالمعنى اللغوي السابق ولكنه غير مرئي، ولكن لا نستطيع ان نقول إنه غير حسي، فقد يكون حسيا غير مرئي.
قال تعالى: ” اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّماواتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها “[ 13 / 2 ] .عند ابن العربي:
* يجعل ابن العربي للكون عمدا يحفظ نظامه ويمسكه عن الزوال.
وهذا العمد ليس حسيا بل هو معنوي هو: الانسان، من حيث إن العالم وجد من أجله، ويبقى ببقائه وينتقل بانتقاله إلى دار الآخرة، اذن: الانسان هو عمد العالم 1.
يقول ابن العربي:
“ ( 1 ) والعمد الذي يمسك اللّه السماء به ان تقع على الأرض لرحمته بمن فيها “.
( ف 3 / 436 ).
“ فالعمد هو المعنى الماسك. .. ومن مسكت من أجله فهو ماسكها ومن وجدت له بسببه فهو مالكها. .. “ ( ف 1 / 4 ).
“ العمد. .. وهو الانسان “ ( ف 1 / 125 ).
“ ( 2 ) إذا تجسدت المعاني في عالم المثال وظهرت صورا في الجسم المشترك. ..
كالدين في صورة القيد، والعلم في صورة اللبن، والانسان في صورة العمد. .. “ ( ترجمان الأشواق ص 92 هامش 3 ).
****
بعد ما ضمّن ابن العربي العمد الجنس الانساني بكامله، نجده هنا يتدرج بشكل هرمي [ فرد. . وتد - ] إلى قمة هذا الجنس [ محمد ( صلى اللّه عليه وسلم ) ]. .. ويحصر مفهوم “ العمد “ به:
يقول:
( ) “ مفرد يحفظ اللّه بهمته العالم “ ( رسالة الأقطاب ورقة 119 ).
( ب ) “ الأربعة الأوتاد الذين يمسك اللّه العالم بهم “ ( روح القدس ص 106 ).
( ج ) “ واختار [ الحق ]. . الرسل [ من الأنبياء ]. .. واصطفى واحدا من خلقه
هو منهم وليس منهم هو المهيمن على جميع الخلائق جعله عمدا 2، أقام عليه قبة الوجود. .. وهو محمد رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وسلم ). .. “ ( ف 2 74/ ).
..........................................................................................
( 1 ) وفي المعنى نفسه يستعمل الجيلي جملة “ حافظ العالم الناسوتي “.
( راجع الانسان الكامل ج 2 ص 28 ).
( 2 ) يراجع بشأن “ عمد “:
- ف ج 2 ص 340 ( بالتضمين ).
- ف ج 3 ص 424 ( صورة الفلك حيث يظهر العمد )، ص 438 ،
- الفصوص ج 1 ص 38، والفص الآدمي ( بالتضمين ).