الفتوحات المكية

الاصطلاحات الصوفية

ملخص من المعجم الصوفي من تأليف الدكتورة سعاد الحكيم

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


394.  – الشاهد

في اللغة:

“ الشين والهاء والدال أصل يدل على حضور وعلم واعلام، لا يخرج شيء من فروعه عن الذي ذكرناه.

من ذلك الشهادة تجمع الأصول التي ذكرناها من الحضور والعلم والاعلام، يقال شهد يشهد شهادة. .. “ ( معجم مقاييس اللغة مادة “ شهد “ ).

في القرآن:

حافظ لفظ الشاهد على معناه اللغوي فهو: الذي يشهد في قضية .”

قال تعالى :" وَشَهِدَ شاهِدٌ مِنْ أَهْلِها إِنْ كانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ “[ 12 / 26 ].

قال تعالى: ” يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً “( 33 / 45 ).

عند ابن العربي:

* الشاهد هو صورة المشهد التي تبقى في النفس بعد المشاهدة، وهو الذي يعطي اللذة. .. لذة المشاهدة، لأن هذه الأخيرة فناء لا لذة فيها [ انظر “ مشاهدة “ ] والشاهد شرط لازم في صحة المشاهدة، فالمشاهدة التي لا شاهد يبقى بعدها ليست بصحيحة.

لكأنما الشاهد استفاد اسمه عند ابن العربي من كونه يشهد على صحة المشاهدة. يقول:

 - الشاهد: صورة المشهد

“. .. الشاهد وهو بقاء صورة المشاهد في نفس المشاهد. .. ولما كان الشاهد حصول صورة المشهود في النفس عند الشهود، فيعطى خلاف ما تعطيه الرؤية. .. “ ( ف - 2 / 567 ).

 - الشاهد: لذة وعلم

“. .. شواهد الحق في القلب من العلوم الإلهية والوصايا الربانية. .. وهذه الشواهد هي التي تبقى في قلب العبد بعد الانفصال من مقام المشاهدة، وبه تقع اللذة للعارفين فيتردد الخطاب فيهم، من وجودهم لوجودهم. .. “ ( كتاب الشاهد ص 1 ).

 - الشاهد يشهد على صحة المشاهدة

“. .. لتعلم ان ما من مشهد الا وله اثر يجده صاحب ذلك المشهد عنده، وذلك الأثر هو المعبر عنه بالمشاهدة. ..

لأن الفناء عندنا على ضربين: فما وجدنا بعده الشاهد كان الفناء الصحيح، وما لم يوجد بعده الشاهد سميناه: نومة القلب. .. “ ( وسائل السائل ق 44 ).

“. .. وانما سمي شاهدا لأنه يشهد له ما رآه بصحة ما اعتقده. .. “ ( ف 2 / 567 ).

****

بعد ان فرق ابن العربي بين المشهود والشاهد كما مر معنا في المعنى السابق، نراه يعود إلى وحدته الوجودية ليجمع بينهما في مقولة الهية.

فلا مشهود ولا شاهد الا اللّه.

 - فرق بين المشهود والشاهد “. .. فمن اعرض عن هذه المشاهد ولم يفرق بين المشهود والشاهد، فذلك الحائر الخاسر “ ( ف 3 / 407 ).

- لا شاهد ولا مشهود الا اللّه :”. .. ما ثم مشهود وما ثم شاهد * سوى واحد والفرق يعقل بالجمع “( ف 4 / 105 ).

“. .. ولنعلم ان التجلي الإلهي في أعيان الممكنات اعطى النعوت، فل شاهد ولا مشهود الا اللّه.

فألسنة الشرائع دلائل التجليات، والتجليات دلائل الأسماء الإلهية. .. “ ( ف - 2 / 307 ).

انظر “ مشاهدة ".

****


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب الفتوحات المكية



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!