الفتوحات المكية

الاصطلاحات الصوفية

ملخص من المعجم الصوفي من تأليف الدكتورة سعاد الحكيم

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


380. - الاستواء الإلهيّ- الاستواء الرّحماني

نورد نص ابن العربي لوضوحه ثم نستخلص منه الفرق بين الاستوائين:

يقول:

“ الاستواء الإلهي على العرش الانساني وهو بخلاف الاستواء الرحماني، فان الاستواء الإلهي في نقطة الدائرة، وهو قوله تعالى “ ما وسعني ارضي ولا سمائي ووسعني قلب عبدي المؤمن 1 “.

والاستواء الرحماني: محيط للدائرة، وهو قوله تعالى” الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى “[ 20 5 /]، فالعرش في الاستواء الرحماني بمنزلة الحق في الاستواء الانساني، والقلب في الاستواء الإلهي بمنزلة الحق في الاستواء الرحماني. .. “ ( كتاب الجلال والجمال ص ص 11 - 12 ).

قبل ان نفرق بين نمطي الاستواء نرسم هذه الدوائر التي تجسد الاستوائين.

الاستواء الإلهي.

الاستواء الرحماني.

وهكذا يتضح انه في الاستواء الإلهي حصل الاستواء في نقطة الدائرة، بينما في الاستواء الثاني كان الحق محيطا بالدائرة التي هي العرش.

ففي الأول: القلب وسع الحق، بينما في الثاني الحق وسع العرش واستوى عليه، فالحق في الاستواء الإلهي بمثابة العرش في الاستواء الرحماني، والقلب بمثابة الحق.

اذن:

 - الاستواء الإلهي: هو تجلي الحق على القلب الانساني، واتساع هذا الأخير له 2. فالحق يتجلى على قلب العبد. وقلب العبد يدور مع الحق أينما دار، وهذا التقلب الذي هو صفة للقلب مكّنه من الاتساع للحق، فلا مخلوق يتسع لتوالي تجليات الحق سوى هذا القلب الانساني.

 - الاستواء الرحماني: هو استقرار واستيلاء الحق على العرش.

وقد خص ابن العربي الاستواء الرحماني بالعرش، لان العرش هو الموجودات، والرحمن هو معطي الوجود 3 للكائنات. اذن يستوى على الموجودات التي يمدها بالوجود.

..........................................................................................

( 1 ) انظر فهرس الأحاديث. حديث رقم: ( 30 ).

( 2 ) راجع “ قلب “

( 3 ) راجع “ رحمن ".

****


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب الفتوحات المكية



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!