الفتوحات المكية

الاصطلاحات الصوفية

ملخص من المعجم الصوفي من تأليف الدكتورة سعاد الحكيم

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


344. - سجن الرّحمن

يقول الشيخ ابن العربي :” فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ “[ 42 / 7 ]، وهو سجن الرحمن انا جعلنا جهنم للكافرين حصيرا 1 يريد سجنا يحصرهم فيه، وينزل الفريق السعيد في دار كرامته، وقيم ذلك الدار رضوان فإنه دار الرضوان.

ومتولي الدار الأخرى التي هي السجن: مالك ومعناه: الشديد. يقال ملكت العجين إذا شددت عجنه “ ( ف 4 / 26 ).

يطلق الشيخ ابن العربي على جهنم والسعير اسم: السجن أسوة بالقرآن ،

ولكن القرآن لم يخص السجن باسم من الأسماء الإلهية، على حين ان الشيخ ابن العربي خصه بالاسم “ الرحمن “.

واختياره للاسم “ الرحمن “ بما يتضمنه من الرحمة يدعونا إلى الظن 2.

بان الشيخ الأكبر يقصد بسجن الرحمن: جهنم بعد ان تسري فيها الرحمة.

ويتحول عذابها عذبا، وتصبح نعيما مقيما لأهلها 3. أي بعد انتهاء مدة

إقامة الحدود على أهلها، فيتنعمون فيها دون ان يسمح لهم بمغادرتها، بل لن يغادروها. .. وربما لذلك فرّق الشيخ ابن العربي بينها وبين منزل الجنة، وبين نعيمها ونعيم الجنة، بأنها رغم نعيمها سجن لأهلها.

..........................................................................................

( 1 ) “( وَجَعَلْنا جَهَنَّمَ لِلْكافِرِينَ حَصِيراً )[ 17 / 8 ] سجنا ومحبسا “ ( تفسير ابن عباس ص 234 ).

( 2 ) ليس بأيدينا نصوص أخرى تبين مقصوده من اطلاق اسم “ سجن الرحمن “ على جهنم.

( 3 ) راجع “ عذاب “ و “ جهنم “.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب الفتوحات المكية



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!