الفتوحات المكية

الاصطلاحات الصوفية

ملخص من المعجم الصوفي من تأليف الدكتورة سعاد الحكيم

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


325. - روح الأرواح

استعمل الشيخ ابن العربي عبارة “ روح الأرواح “ للدلالة على الانسان الكامل.

وهو بذلك يرادف هذه العبارة بعبارة “ روح العالم 1 “ اما مصدر عبارة “ روح الأرواح “ فتقبل تفسيرين:

الأول: إذا أخذنا “ الانسان الكامل “ على أنه كل من حاز رتبة الكمال من جنس الانسان، فنقول في مصدر روح الأرواح:

على الأرجح 2 ان الشيخ ابن العربي الذي جعل الحياة سارية في كل المخلوقات ( انسان - حيوان - نبات - جماد 3 )، لم يستطع ان ينفي “ الروح “ عن موجود حي ولذلك أثبت روحا لكل شيء، فنراه يتكلم على أرواح السماوات وروح العرش وروح الكرسي وما إلى ذلك من الأشياء 4.

وبالتالي فان روح هذه الأرواح جميعها هو الانسان الكامل.

الثاني: إذا أخذنا “ الانسان الكامل “ على أنه الحقيقة المحمدية خاصة. تصبح عبارة “ روح الأرواح “ هنا إشارة إلى روح محمد صلى اللّه عليه وسلم الجامعة والممدة لروح جميع الكمل من أنبياء وأولياء.

يقول الشيخ ابن العربي:

“ ( 1 ) ففي الانسان الكامل حقائق العالم. .. فالانسان الكامل 5 هو عين الأعيان وروح الأرواح وصاحب الحجة. .. “ ( رسالة الكنز العظيم ق 154 ).

“ ( 2 ) فأول موجود ظهر مقيد فقير. .. يسمى العقل الأول 6 ويسمى. ..

الحقيقة المحمدية 7 ويسمى روح الأرواح. .. “ ( كتاب المسائل ص ص 9 - 10 ).

..........................................................................................

( 1 ) راجع “ روح العالم “

( 2 ) لم نجد نصا يبين مصدرها السببي ولذلك نعطي تفسيرا من خلال مفهومنا لالشيخ ابن العربي.

( 3 ) راجع “ حياة “

( 4 ) انظر المواضيع التي ارجعنا إليها فيما يتعلق بالروح.

( 5 ) راجع “ انسان كامل “

( 6 ) راجع “ العقل الأول “

( 7 ) راجع “ الحقيقة المحمدية “ .307 - روح العالم

المترادفات: قلب العالم 1، قلب الوجود.

يجعل الشيخ ابن العربي الانسان الكامل، لا الانسان الحيوان 2، روح العالم المقصودة ومعناه. اما سبب اطلاق عبارة “ روح العالم “ على الانسان الكامل من حيث: ان العالم هو جسد لا ينبض الا بوجود الانسان الكامل، وبانتقاله عن هذه الدار الدنيا إلى الآخرة يموت العالم.

ونرى ان تحديد “ روح العالم “ بالانسان الكامل يقيده بتعدد مفاهيمه التي يطرحها شيخنا الأكبر. فالانسان الكامل هو أحيانا كل انسان تحقق بالكمال الانساني كما تقرره مبادئ الشيخ ابن العربي، وأخرى هو شخص محمد صلى اللّه عليه وسلم فقط 3.

يقول الشيخ ابن العربي:

“ ( 1 ) فلما أراد اللّه كمال هذه النشأة الانسانية جمع لها بين يديه وأعطاها جميع حقائق العالم. .. وجعلها روحا للعالم، وجعل أصناف العالم له كالأعضاء من الجسم للروح المدبر له، فلو فارق العالم هذا الانسان مات العالم. .. فالدار الدنيا جارحة من جوارح جسد العالم الذي الانسان روحه. .. “ ( ف 2 / 468 ).

“. .. فإنك من العالم: روح العالم، والعالم: صورتك الظاهرة، ولا معنى للصورة بلا روح فلا معنى للعالم دونك. .. “ ( ف 3 / 363 ).

“ فالانسان: روح العالم، والعالم: الجسد، فبالمجموع يكون العالم كله هو الانسان الكبير 4 والانسان فيه. وإذا نظرت في العالم وحده دون الانسان وجدته كالجسم المسوى بغير روح، وكمال العالم بالانسان مثل كمال الجسد بالروح، والانسان: منفوخ في جسم العالم فهو المقصود من العالم. .. “ ( ف 2 / 67 ).

“ والانسان الكامل: روح العالم، ومن قرب منه كالأعضاء الرئيسية من المشاعر الانسانية وباقي العالم كسائر الصور الانسانية، وليس من شرط الانسان ان العالم كله بالنسبة اليه في هذه الدار شيء واحد حتى يعقل بجميعه ويحس بجميعه في جميع الحالات 5. .. “ ( بلغة الغواص ق 33 ).

“ ( 2 ) واعلم أن العالم اليوم بفقد جمعية محمد صلى اللّه عليه وسلم في ظهوره روحا وجسما وصورة ومعنى نائم لا ميت، وان روحه الذي هو محمد صلى اللّه عليه وسلم هو من العالم في صورة المحل الذي هو فيه روح الانسان عند النوم 6 إلى يوم البعث الذي هو مثل يقظة النائم هنا. .. فالعالم كله نائم من ساعة مات رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم 7 “ ( ف 3 / 187 - 188 ).

..........................................................................................

( 1 ) يرى الشيخ ابن العربي ان الانسان الكامل هو قلب العالم وسبب التسمية تقلبه في كل صورة. واما مضمون الصورة التشبيهية فيرجع إلى الأسباب نفسه التي سماه لأجلها روحا للعالم:

يقول:

“. .. فبالانسان الكامل ظهر كمال الصورة فهو قلب لجسم العالم الذي هو عبارة عن كل ما سوى اللّه. .. وسماه بالقلب لتقليبه في كل صورة. .. وتصريفه واتساعه في التقليب والتصريف. .. “ ( ف 3 / 295 ).

كما يراجع بهذا الموضوع.

- الفتوحات ج 3 ص 199 ،

- الفتوحات ج 4 ص 143 ،

- التراجم ص 37

وكتاب حقيقة اليقين للجيلي ق 1.

( 2 ) انظر “ انسان كامل “ “ انسان حيوان “

( 3 ) راجع “ انسان كامل “

( 4 ) راجع “ انسان كبير “

( 5 ) ان كل جارحة من جوارح الانسان لها اثر معين وفعالية خاصة هي قوة متميزة مثلا:

الاذن لها قوة السمع. ولكن لا يصل الانسان إلى المرتبة المشار إليها ( روح العالم ) الا بعد ان يعقل بجميعه اي تستوي لديه كل الجوارح في اعطاء القوة المطلوبة، فيسمع باي جارحة كانت وذلك لان كل جارحة تكتسب جمعية القوى.

( 6 ) هذا المحل المشار اليه هو البرزخ في أحد معانيه. انظر “ برزخ “.

( 7 ) بخصوص “ روح العالم “ عند الشيخ ابن العربي فليراجع:

- كتاب أيام الشأن ص 3 ،

- الفصوص المقدمة ص 37، ج 1 ص 199.

- عنقاء مغرب ص 40 ،

- التراجم ص 34 ،

- نقش الفصوص ص 1 ،

- الفتوحات ج 3 ص ص 187 - 189.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب الفتوحات المكية



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!