الاصطلاحات الصوفية
ملخص من المعجم الصوفي من تأليف الدكتورة سعاد الحكيم
256. - دولة السّنبلة
في اللغة:
“ الدّولة والدّولة: العقبة في المال والحرب سواء. وقيل: الدّولة بالضم، في المال، والدّولة، بالفتح، في الحرب. .. والدّولة: الانتقال من حال الشدة إلى الرخاء. .. “ ( لسان العرب مادة “ دول “ )
في القرآن:
ورد الأصل “ دول “ في القرآن مرة واحدة وبالمعنى اللغوي الذي أشار اليه لسان العرب في قوله: “ يقال صار الفيء دولة بينهم يتداولونه مرة لهذا ومرة لهذا.
أبو عبيد: الدّولة بالضم اسم للشيء الذي يتداول به بعينه. .. “ ( مادة “ دول “ )
يقول تعالى :” كَيْ لا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِياءِ مِنْكُمْ.. . “ [ 7 / 59 ]
عند الشيخ ابن العربي:
تفتقر نصوص الشيخ الأكبر إلى الوضوح فيما يتعلق بعبارة “ دولة السنبلة “. وانما من الممكن استقراء غوامض هذا النص.
يقول:
“. .. فلما خمّر الحق بيديه طينة آدم. . وجعل ظهره [ آدم ] محل للأشقياء والسعداء من ذريته. .. وأودع الكل طينة آدم، وجمع فيه الاضداد بحكم المجاورة، وأنشأه [ آدم ] على الحركة المستقيمة وذلك في دولة السنبلة “ ( ف 1 / 123 ).
نستنتج:
- ان عبارة “ دولة السنبلة “ تنتمي إلى مرحلة من مراحل خلق الانسان كما يظهر من سياق النص
- ان هذه المرحلة من الخلق بايحاءاتها تضع امامنا مرحلة شبيهة بها وهي مرحلة الميثاق. ففي هذه المرحلة أودع الحق تعالى في ظهر آدم “ الكل “ من ذريته، على حين في الميثاق: وإذ اخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم واشهدهم الست بربكم. ..
[انظر “ ميثاق “ ].
- ان عبارة “ دولة السنبلة “ مؤلفة من لفظين، وسنحاول معرفة سبب هذه التسمية:
- “ دولة “: ان الدولة كيان معنوي يتميز بوجوده في الاحكام، لذلك فعلى الأرجح ان الشيخ ابن العربي عندما وجد أن الاضداد بحكم المجاورة، استبدل صورة الحكم بلفظ: الدولة.
ولكن لماذا لم يقل مثلا: ارض السنبلة أو عالم السنبلة وهذا أقرب إلى طريقته في خلق المفردات !.
- ان “ الأرض “ تشعر القارئ أو المستمع بامكان دخولها “ فأرض الحقيقة “ مثلا على الرغم من عزتها، نراه يورد الكثير من الأمثلة عن دخولها [ انظر “ ارض الحقيقة “ ].
وإلى “ دولة السنبلة “. .. مرحلة خلق آدم كيف يتسنى لمخلوق ان يدخل ؟ ! اذن انتفت امكانية قوله “ ارض السنبلة “.
- ان “ العالم “ وان كان من الممكن ان يعبر كالدولة تماما عن شخصية معنوية، الا انه يفيد الشمول والإحاطة أكثر مما يفيد الحكم والتعيين.
لذلك جاءت “ دولة السنبلة “، واضحة تخدم فكرته أكثر مما لو أنه قال “ عالم السنبلة “.
ب - “ سنبلة “: ورد في النص لفظان نستدل منهما على السبب الذي جعل هذه الدولة، دولة السنبلة.
اللفظان هما: - المجاورة [ بحكم المجاورة ]
- المستقيمة [ الحركة المستقيمة ]
فالسنبلة في قامتها المستقيمة وتوزيع حباتها على التجاور، تشبه آدم في حركته المستقيمة [ يمشي على قدميه ] وفي تجاور الاضداد فيه دون امتزاج، تجاور الحبات المنفصلة الكاملة كل منها في ذاتها.