الفتوحات المكية

الاصطلاحات الصوفية

ملخص من المعجم الصوفي من تأليف الدكتورة سعاد الحكيم

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


255.  – دقيقة

في اللغة:

“ الدال والقاف أصل واحد يدل على حقر وحقارة.

فالدقيق: خلاف الجليل.

يقال: ما ادقني فلان ولا أجلّني، اي ما أعطاني دقيقة ولا جليلة. ..

والدقيق: الرجل القليل الخير.

والدقيق: الامر الغامض. والدقيق:

الطحين. .. “ ( معجم مقاييس اللغة مادة “ دق “ )

في القرآن:

غير واردة.

عند الشيخ ابن العربي:

الدقيقة هي الحقيقة التي تدق على الفهم وذلك لتسترها وخفاءها، فل ينتبه إليها الا أكابر العلماء. ..

أو هي حقائق وسطية تتمتع بكل ما للحقيقة من خصائص كالتأثير مثلا [ انظر “ حقيقة “ ].

ونورد عن “ الدقيقة “ مثلا نأخذه من الفتوحات لعله يلقي ضوءا على مفهومها:

المؤمن منصور: قال تعالى: ” يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدامَكُمْ “[ 47 / 7 ]

فمجرد الايمان ليس كافيا، بل لا بد من قوة الايمان بدليل انه ما انهزم نبي قط لقوة ايمانه بالحق. وقوة الايمان بالحق تدفع المؤمن إلى الاستماتة في سبيل نصرة اللّه

قال تعالى :” يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفاً فَلا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبارَ. وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفاً لِقِتالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلى فِئَةٍ فَقَدْ باءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ “[ 8 / 15 - 16 ]

ومن ينصر اللّه ينصره. .. لذلك قوي الايمان هو المنصور بلا شك.

نرى في بعض المواقف ان الكافر ينصره اللّه على المؤمن. وهنا يبرز مفهوم الدقيقة عند الشيخ ابن العربي:

فالايمان فعل مطلق ارسله اللّه تعالى لا يخصصه الا قرائن الأحوال. لذلك نسب الحق إلى الكافر فعل الايمان ونسب إلى المؤمن فعل الكفر، ليقيم الحجة على المؤمنين لما دخلهم من الخلل في ايمانهم، فانهزموا. فما انتصر الكافر على المؤمن وانما كان انتصاره على وجه الخلل في الايمان.

يقول الشيخ ابن العربي:

“. .. فهذه حكمة تسمية اللّه أهل الباطل مؤمنين 1، وأهل الحق كافرين 2 فلا تغفل يا ولي عن هذه الدقيقة 3، فإنها حقيقة، وهي المؤثرة في أهل النار الذين هم أهلها في المآل إلى الرحمة. .. “ ( ف 4 / 284 ).

“ وجعله [ الحسن ] عشقا من العشقة، للعلاقة التي بين العبد والرب في الدقيقة التي ينزل فيها إلى قلبه بالمعرفة “ ( ترجمان الأشواق هامش 3 ص 107 )

..........................................................................................

( 1 ) قال تعالى: " فَبِالْباطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ “[ 29 / 67 ].

قال تعالى: " لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ “[ 4 / 51 ]

( 2 ) إشارة إلى الآية: قال تعالى: ” فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى “[ 2 256/ ]

( 3 ) كما يراجع بشأن دقيقة: الفتوحات ج 4 ص 118، ترجمان الأشواق ص 107 هامش 3.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب الفتوحات المكية



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!