الفتوحات المكية

الاصطلاحات الصوفية

ملخص من المعجم الصوفي من تأليف الدكتورة سعاد الحكيم

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


21. الألف

مرادف: قيوم الحروف 2

يقول الشيخ الأكبر:

“ ان الحروف أمة من الأمم مخاطبون ومكلفون، وفيهم رسل من جنسهم ولهم أسماء من حيث هم ولا يعرف هذا الا أهل الكشف من طريقنا، وعالم الحروف افصح العالم لسانا وأوضحه بيانا وهم على اقسام كأقسام العالم المعروف في العرف: فمنهم عالم الجبروت. .. ومنهم العالم الاعلى. .. ومنهم العالم الوسط. .. ومنهم العالم الأسفل وهو عالم الملك والشهادة. .. ولكل عالم رسول من جنسهم ولهم شريعة تعبدوا لها. .. وفيهم عامة وخاصة وخاصة الخاصة وصفا خلاصة خاصة الخاصة. .. “ ( ف ج 1 ص 58 ).

لقد أوردنا هذا المقطع من الفتوحات، لاعطاء فكرة عن عالم الحروف وتشعبه واستحالة الخوض فيه في بحثنا هذا الذي يقتصر على شرح المصطلحات الصوفية - العرفانية عند الشيخ الأكبر.

والحروف عالم بذاته يتطلب تخصصا مستقلا.

ولكن من الممكن ان نشير بايجاز إلى ما يرمز اليه “ الألف “، وإلى مكانته بنصوص نختار منها ما يتفق بوضوحه مع ما التزمناه.

فلا نسهب في الشرح، ولا نخوض فيما لا نستطيع استيفاءه 3.

يقول الشيخ ابن العربي:

“ الألف ليس من الحروف عند من شم رائحة من الحقائق، ولكن قد سمته العامة حرفا، فإذا قال المحقق: انه حرف، فإنما يقول ذلك على سبيل التجوّز في العبارة، ومقام الألف مقام الجمع 4، وله من الأسماء اسم اللّه وله من الصفات القيومية. .. وله من المراتب كلها. .. وله مجموع عالم الحروف ومراتبها. .. “ ( ف 1 / 65 ).

“ الألف يسرى في مخارج الحروف كلها 5 سريان الواحد 6 في مراتب الاعداد. .. وهو قيوم الحروف. .. فكل شيء يتعلق به ولا يتعلق هو بشيء، فاشبه الواحد لان وجود أعيان الاعداد يتعلق به ولا يتعلق الواحد بها، فيظهرها ولا تظهره. .. ان الواحد لا يتقيد بمرتبة دون غيرها. .. كذلك الألف لا يتقيد

بمرتبة ويخفي اسمه في جميع المراتب فيكون الاسم هناك للباء والجيم والحاء وجميع الحروف والمعنى: للألف “ 7. ( كتاب الألف ط. حيدراباد ص ص 12 - 13 ).

“ فان الألف تعطي الذات “ ( ف 1 / 102 ).

نستخلص من النصوص السابقة:

ان الألف ليس حرفا بل هو قيوم الحروف، يسرى فيها جميعا خافيا اسمه في اسمها لا تقيده مرتبة - ويشار به إلى الذات.

..........................................................................................

( 1 ) - يعرف القاشاني “ الألف “ في اصطلاحات الصوفية مخطوط رقم 685 الأوقاف حلب ؛ “ الألف “ يشار به إلى الذات الأحدية اي الحق من حيث هو أول الأشياء في أزل الآزال. “

- التعريف نفسه حرفيا نجده عند الكمشخانوي في جامع الأصول ص 54.

- كما يراجع تعريف عز الدين عبد السلام بن غانم المقدسي ؛ رسالة اصطلاحات الصوفية مخطوط الظاهرية رقم 5524 ص 76 أ.

- اما كتب التعريفات الصوفية الأخرى فلم يرد فيها تعريف للألف مثلا: تعريفات الجرجاني - الكشاف للتهانوي - لطائف الاعلام ( للقونوي على الأرجح ).

( 2 ) يقول الشيخ ابن العربي في إشارات القرآن ص 60 أ، “ الألف: قيوم الحروف “.

( 3 ) من يبغي الاستزادة من هذا الموضوع فليراجع:

- كتاب الألف. طبع حيدراباد ،

- كتاب “ الحروف “ وقد أشار عثمان يحي في كتابهHist. et cla R. G 250إلى أن الموضوع نفسه تتضمنه الفتوحات ج 1 ص ص 51 - 91، وهذه الصفحات الأربعون مهمة في معرفة الحروف ومراتبها.

- كما ننقل عن مجلة المشرق سنة 1967 عدد تموز - تشرين ص 448. فصول “ كتاب الألف “ لعبد الكريم الجيلي حيث تظهر رمزية الألف من الوجهة الباطنية:

 ) حقيقة الألف وسريانه في سائر الحروف، - 2 ) مرتبة الألف وما يناسبه من العالم الكبير، - 3 ) عدد الألف وبسائطه، - 4 ) الأسماء الظاهرة والباطنة في الألف، - 5 ) طبيعة الألف، - 6 ) أطوار الألف، - 7 ) ما يناسب الألف من الملائكة المقربين، - 8 ) خصوصية الألف وعموميته، - 9 ) ما يناسب هذا الحرف من الانسان. . .، - 10 ) صورة الألف في العالم العلوي..

وقد وقع بأيدينا على هامش شرح الوسيلة الأبواب الثلاثة الأخيرة من كتاب الألف هذا.

انظر المخطوط المذكور ق ق 10 - 13 ب.

( 4 ) راجع “ جمع “

( 5 ) يقول الشيخ ابن العربي بالمعنى نفسه في كتابه “ المقنع في ايضاح السهل الممتنع “. مخطوط الظاهرية رقم 5570 ص 143 ب:

“ فكما اسرى [ اللّه ] الاسم في الأسماء على اختلافها كذلك سرت الالفات في الحروف على تباين ألفاظها “.

( 6 ) راجع “ واحد “.

( 7 ) يستحسن الرجوع هنا إلى الجفر كما يمارسه الإسماعيليون أو الشيعة عامة. انظر-Massignon. Passion T 2 pp 103 - 110- Nwyia.

Exegese coranique pp. 164 - 168

* * * *


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب الفتوحات المكية



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!