الفتوحات المكية

الاصطلاحات الصوفية

ملخص من المعجم الصوفي من تأليف الدكتورة سعاد الحكيم

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


161. - الحضور

* الحضور هو تنبه خاص يطرأ على قلب العبد إلى امر معين 1 فيحضر معه، وفي هذه الحال تفترض الغيبة 2 عما سوى هذا الامر 3 ( الحضور يقابل الغفلة ).

يقول ابن العربي:

“ فنبه [ الحق ]. .. قلوب العارفين لئلا تشغلهم العوارض في الحياة الدنيا عن استحضار مثل هذا [ ان يكون هيولى لصور المعتقدات كلها. انظر “ اله المعتقدات “ ]. فإنه لا يدري العبد في أي نفس يقبض. فقد يقبض في وقت غفلة فل يستوى مع من قبض على حضور “ ( فصوص 1 / 113 ).

“. .. والخلوة تنتج الفكرة والفكرة 4 تنتج الحضور. .. “ ( مواقع النجوم - ص 18 ).

“ اعلم يا بني. .. ان السمع لا يحضر الا مع الحضور أعني حضور القلب. “ 5 ( مواقع النجوم - ص 72 ).

“ الحضور 6: حضور القلب بالحق عند غيبته عن الخلق “ ( اصطلاحات ص 288 ).

ان الحضور، كما رأينا، عبارة عن تنبه يحصل للقلب ويظهر اثره على الجوارح.

وهو يختلف في مراتب ظهوره في الخلق 7 فمنه: التام وغير التام أو الكلي وغير الكلي.

يقول الشيخ ابن العربي:

“ فما ذكر 8 أحد اللّه عن غفلة قط. وما بقي الا حضور باستفراغ له أو حضور بغير استفراغ بل بمشاركة. .. “ ( ف 4 / 36 ).

“ فاستعاذت [ مريم ] باللّه منه [ جبريل ] بجمعية منها ليخلصها اللّه منه. ..

فحصل لها حضور تام 9 مع اللّه. .. “ ( فصوص 1 / 139 ).

..........................................................................................

( 1 ) ان هذا “ الامر المعين “ هو دائما في نظر الصوفية: الحق، فالحضور هو حضور مع الحق.

لان الحضور مع غيره: غيبة. فالحق مدار كل شيء في ألفاظهم.

( 2 ) انظر الرسالة القيشيرية ص ص 37 - 38 ( الغيبة والحضور ).

( 3 ) ننبه إلى العلاقة الجدلية بين الغيبة والحضور، فبقدر غيبة العبد عن الخلق يحضر مع الحق والعكس بالعكس. يقول شيخنا الأكبر:

“ اعلم أنه لا تكون غيبة الا بحضور فغيبتك من تحضر معه. .. فكل غائب حاضر وكل حاضر غائب. .. “ ( ف 2 / 544 ).

( 4 ) الفكرة هي ذكر الشيء والتفكير فيه، وذكر الشيء أول مراتب الحضور معه بل المدخل الوحيد للحضور معه.

( 5 ) ان القلب هو القطب الرئيسي في الانسان منه تشع المواجيد التي تستجيب لها الجوارح فتظهر فيها. فالسمع مثلا لا يصل إلى مرتبة الحضور الا إذا كان القلب في حالة حضور. فغفلة القلب لا تسمح بحضور اي حاسة من حواس الانسان.

( 6 ) راجع كتاب “ الارشاد “ ورقة 149.

( 7 ) يتوسع الشيخ ابن العربي بثلاثة أوجه قسم الحضور إليها وهي: حضور العموم، حضور الخصوص، وحضور خصوص الخصوص، راجع: “ الأجوبة اللايقة عن الأسئلة الفايقة “ ورقة 8 ب.

( 8 ) راجع “ ذكر “.

( 9 ) يظهر من النص ان الحضور التام يفترض جمعية من الانسان، اي استجماعه لقواه كافة وتوجيهها للحضور مع المراد الحضور معه. وهذا الاستجماع قد يكون في الواقع استحضارا. انظر الفتوحات ج 3 / 376.

كما يراجع “ جمع “ المعنى “ الرابع “.

***


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب الفتوحات المكية



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!