الفتوحات المكية

الاصطلاحات الصوفية

ملخص من المعجم الصوفي من تأليف الدكتورة سعاد الحكيم

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


15. الأرض الإلهيّة الواسعة

المترادفات: ارض اللّه - الأرض الواسعة - الأرض الإلهية - ارض العبادة

 - الأرض الإلهية الواسعة هي ارض معنوية معقولة غير محسوسة ولا محدودة، تتجلى فيها الربوبية.

 - فلا يعمرها من العباد الا الذين تحققوا بالعبودية المحضة للّه.

 - وهي ارض بدن العبد المحض.

يقول الشيخ ابن العربي:

( 1 ) “ الأرض الإلهية الواسعة التي تسع الحدوث والقدم، فتلك ارض اللّه من سكن فيها تحقق بعبادة اللّه وإضافة الحق اليه، قال تعالى :يا عِبادِيَإِنَّ أَرْضِي واسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ4، يعني فيها 5 [ في الأرض ]. .. ولهذه الأرض البقاء ما هي الأرض التي تقبل التبديل. .. وهي ارض معنوية معقولة غير محسوسة وان ظهرت في الحسّ فكظهور تجلي الحق في الصور وتجلّي المعاني في المحسوسات. .. أهل العناية. .. يعمرون هذه الأرض الواسعة التي لا نهاية لها، وكل ارض سواها فمحدودة. .. وهي مجلى الربوبية. .. “

3 / 224 ).

( 2 ) “ ان ارض بدنك هي الأرض الحقيقة الواسعة التي امرك الحق ان تعبده فيها 6، وذلك لأنه ما امرك ان تعبده في ارضه الا ما دام روحك يسكن ارض بدنك، فإذ فارقها اسقط عنك هذا التكليف مع وجود بدنك في الأرض مدفونا فيها، فتعلم ان الأرض ليست سوى بدنك وجعلها واسعة: لما وسعته من القوى

والمعاني التي لا توجد الا في هذه الأرض البدنية الانسانية 7. وام قوله فتها جروا فيها 8 فإنها محل للهوى ومحل للعقل فتهاجروا من ارض الهوى منها إلى ارض العقل منها. وأنت في هذا كله فيها ما خرجت عنها. .. “ ( ف 3 / 249 - 250 ).

يظهر من خلال النصين السابقين ان:

الأرض - بدن الانسان ( راجع المعنى الثاني لكلمة ارض ).

الإلهية - هذه الأرض مضافة إلى اللّه، من حيث إنها مجلى للربوبية.

الواسعة - لما وسعته من القوى والمعاني. ..

اذن الأرض الإلهية الواسعة 9: هي بدن العبد المحض.

..........................................................................................

( 1 ) ان “ ارض العبادة “ هي “ الأرض الإلهية الواسعة “ يظهر ذلك من عنوان الباب الخامس والخمسين وثلثماية في الفتوحات ج 3 ص 247: في معرفة. .. وارض العبادة واتساعها وقوله تعالى” يا عِبادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي واسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ “.

( إشارة إلى الآية 29 / 56 )

( 2 ) راجع “ ربوبية “

( 3 ) للشيخ ابن العربي نص في كتاب التراجم، يقسم فيه الأرض أرضين: ارض عبادة وارض نعمة وهذا ينسجم تماما مع الخطين الرئيسين للعطاء والرحمة بنظره وهما: الاستحقاق والمنة.

فكل عطاء أو جزاء أو رحمة اما يستحق للعبد ويكون من باب الوجوب، وام ان ينعم اللّه عليه به ويكون من عين المنة.

“ الأرض ارضان ارض عبادة، وأرض نعمة. .. ارض العبادة التي يرثه الصالحون من عباد اللّه تعالى. .. يرثها في العامة. .. ومنها من عين المنة. .. “

( كتاب التراجم - نشر حيدر اباد ص 43 )

كما يراجع: “ المنة والاستحقاق “ في هذا المعجم.

( 4 )” يا عِبادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي واسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ “( 29 / 56 ).

( 5 ) يضيف الشيخ ابن العربي في النص انه في هذه الأرض منذ سنة 590 ه حتى تاريخ كتابته هذا النص يقول: “ ولي منذ عبدت اللّه فيها من سنة تسعين وخمسماية وانا اليوم في سنة خمس وثلاثين وستماية “ ( ف 3 / 224 ).

( 6 ) إشارة إلى الآية” يا عِبادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي واسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ “( 29 / 56 ).

( 7 ) إشارة إلى كون الانسان “ نسخة جامعة “، و “ كونا جامعا “ و “ صورة “ فليراجع كل من الكلمات الواردة في أماكنها.

( 8 ) إشارة إلى الآية” قالُو لَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ واسِعَةً فَتُهاجِرُوا فِيها “( 4 / 97 ).

( 9 ) هناك باب خاص في الفتوحات بهذا الموضوع بالتفصيل فلتراجع ( ف 3 / ص 247 ) وما بعد.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب الفتوحات المكية



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!