الفتوحات المكية

الكبريت الأحمر في بيان علوم الشيخ الأكبر

وهو منتخب من كتاب لواقح الأنوار القدسية المختصر من الفتوحات المكية

تأليف الشيخ عبد الوهاب الشعراني

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


[الباب الثامن والسبعون ومائة في معرفة مقام المحبة]

و قال في الباب الثامن والسبعين ومائة: معنى حبنا لربنا أن نحب الأشياء من أجله ونبغض الأشياء من أجله، ليس غير ذلك لانتفاء المجانسة بينه تعالى وبيننا يقول اللّه عز وجل، يوم القيامة لمن ادّعى محبته هل واليت لي ولي وعاديت لي عدوا كما ورد. وقال في قوله تعالى: قُلْ فَلِلّٰهِ اَلْحُجَّةُ اَلْبٰالِغَةُ [الأنعام: 149] . في هذه الآية دليل على أن اللّه تعالى ما كلف عباده إلا ما يطيقونه عادة فلم يكلفهم بنحو الصعود إلى السماء بلا سبب، ولا بالجمع بين الضدين ولو كلفهم بذلك ما كان يقول: فَلِلّٰهِ اَلْحُجَّةُ اَلْبٰالِغَةُ . وإنما كان يقول: فله أن يفعل ما يريد كما قال: لاٰ يُسْئَلُ عَمّٰا يَفْعَلُ [الأنبياء: 23] لمن يقول في نفسه: كيف تأمرنا يا ربنا بأمر لم نقسم لنا فعله وتنهانا عن شيء وقد قدرته علينا فهذا موضع لا يسأل عما يفعل. وقال: بلغني أن العصفور قال لزوجته: حين راودها عن نفسها لقد بلغ بي من حبي لك أن لو قلت لي: اهدم هذه القبة على سليمان لهدمتها لك فأرسل سليمان خلفه وقال: ما حملك على هذا القول الذي تعجز عنه فقال: مهلا يا نبي اللّه إن المحبين إنما يتكلمون غالبا بلسان المحبة والعشق لا بلسان العلم والعقل، فضحك سليمان من قول الخطاف ولم يعاقبه.

ذلك ثم قال: وإذا ورد على أحد من أهل الكشف وارد إلهي يحل له ما ثبت تحريمه في نفس الأمر من الشرع المحمدي وجب عليه جزما ترك هذا الوارد لأنه تلبيس ووجب عليه الرجوع إلى حكم الشرع الثابت وقد ثبت عند أهل الكشف بأجمعهم أنه لا تحليل ولا تحريم لأحد بعد انقطاع الرسالة والنبوة، وأطال في ذلك ثم قال: فتفطنوا يا إخواننا، وتحفظوا من غوائل هذا الكشف فقد نصحتكم ووفيت الأمر الواجب عليّ في النصح واللّه أعلم


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب الفتوحات المكية



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!