الفتوحات المكية

الكبريت الأحمر في بيان علوم الشيخ الأكبر

وهو منتخب من كتاب لواقح الأنوار القدسية المختصر من الفتوحات المكية

تأليف الشيخ عبد الوهاب الشعراني

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


[الباب السابع والخمسون ومائة في معرفة مقام النبوة الملكية]

(و قال) : وفي الباب السابع والخمسين ومائة: ينبغي للواعظ أن يراقب اللّه في وعظه ويجتنب كل ما كان فيه تجرؤ على انتهاك الحرمات مما ذكره المؤرخون عن اليهود من ذكر زلات الأنبياء كداود ويوسف عليهما السلام، مع كون الحق تعالى أثنى عليهم واصطفاهم ثم الداهية العظمى أن يجعل ذلك في تفسير القرآن ويقول: قال المفسرون كذا وكذا، مع كون ذلك كله تأويلات فاسدة بأسانيد واهية عن قوم غضب اللّه عليهم وقالوا في اللّه تعالى ما قصه علينا في كتابه وكل واعظ ذكر نحو ذلك في مجلسه مقته اللّه وملائكته لكونه ذكر لمن في قلبه مرض من العصاة حجة يحتج بها ويقول: إذا كان مثل الأنبياء وقعوا في مثل ذلك فايش أنا فعلم أن الواجب على الواعظ ذكر اللّه وما فيه تعظيمه وتعظيم رسله وعلماء أمته وترغيب الناس في الجنة، وتحذيرهم من النار وأهوال الموقف بين يدي اللّه عزّ وجلّ فيكون مجلسه كله رحمة.

(قلت) : وكذلك لا ينبغي له أن يحقق المناط في نحو قوله تعالى: ولَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ اَلْقَلْبِ لاَنْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ [آل عمران: 159] . ولا نحو قوله مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ اَلدُّنْيٰا ومِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ اَلْآخِرَةَ [آل عمران:152] وقوله: ولاٰ تَزٰالُ تَطَّلِعُ عَلىٰ خٰائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلاّٰ قَلِيلاً مِنْهُمْ [المائدة: 13] فإن العامة إذا سمعوا مثل ذلك استهانوا بالصحابة ثم احتجوا بأفعالهم واللّه تعالى أعلم.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب الفتوحات المكية



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!