الفتوحات المكية

الكبريت الأحمر في بيان علوم الشيخ الأكبر

وهو منتخب من كتاب لواقح الأنوار القدسية المختصر من الفتوحات المكية

تأليف الشيخ عبد الوهاب الشعراني

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


[الباب الأربعون) في معرفة منزل مجاور لعلم جزئي من علوم الكون وترتيبه وغرائبه وأقطابه]

(و قال) في الباب الأربعين: إنما لم تقف السحرة على قولهم آمنا برب العالمين دون قولهم رب موسى وهارون لأنهم لو وقفوا على العالمين لقال فرعون: أنا رب العالمين إياي عنوا فزادوا رب موسى وهارون أي الذي يدعو إليه موسى وهارون فارتفع الإشكال قال: وكان في خوف موسى من عصاه حين ظهرت في صورة حية إعلام للسحرة أن ذلك منه عليه السلام ليس بسحر لأن أحدا لا يخاف من فعله هو لعلمه بأنه لا حقيقة له من خارج قال: وكان صورة للقف عصا موسى أنها تلقت صور الحيات من حبال السحرة وعصيهم حتى بدت للناس حبالا وعصيا كما هي في نفس الأمر كما يبطل الخصم بالحق حجة خصمه فيظهر بطلاة ولو كان تلقفها انعدام الحبال والعصي كما توهمه بعضهم لدخل على السحرة الشبهة في عصا موسى

 51 والتبس عليهم الأمر، فكانوا لم يؤمنوا واللّه تعالى يقول تَلْقَفْ مٰا صَنَعُوا [طه: 69] وهم ما صنعوا الحبال والعصي بسحرهم وإنما صنعوا في أعين الناظرين صور الحيّات وهي التي تلقفته عصا موسى عليه السلام ولو كان الأمر على ما توهمه بعضهم لقال تعالى: تلقف عصيهم وحبالهم قال: فكانت الآية عند السحرة خوف موسى وأخذ صور الحيّات من الحبال والعصي وحاصل ما توهمه بعضهم أن الذي جاء به موسى حينئذ من قبيل ما جاءت به السحرة إلا أنه أقوى منهم سحرا وأطال في ذلك ثم قال والسحر مأخوذ من السحر وهو ما بين الفجر الأول والفجر الثاني وحقيقته اختلاط الضوء والظلمة فما هو بليل لما خالطه من ضوء الصبح ولا هو

 52 بنهار لعدم طلوع الشمس للأبصار فكذلك ما فعله السحرة ما هو باطل محقق فيكون له عدما فإن العين أدركت أمرا ما لا تشك فيه وما هو حق محض فيكون له وجود في عينه فإنه ليس هو في نفسه كما تشهد العين ويظنه الرائي انتهى وأشار إلى ذلك أيضا في الباب السادس عشر من الأصل (قلت) : وهو كلام نفيس ما سمعنا بمثله قط.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب الفتوحات المكية



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!