الفتوحات المكية

الكبريت الأحمر في بيان علوم الشيخ الأكبر

وهو منتخب من كتاب لواقح الأنوار القدسية المختصر من الفتوحات المكية

تأليف الشيخ عبد الوهاب الشعراني

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


[الباب الثامن والثلاثون وأربعمائة في معرفة منازلة «من قرأ كلامي رأى غمامتي فيها سرج ملائكتي تنزل عليه وفيه فإذا سكت رفعت عنه ونزلت أنا»]

و قال في الباب الثامن والثلاثين وأربعمائة في قوله تعالى: إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ اَلتّٰابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وبَقِيَّةٌ [البقرة: 248] الآية. كانت السكينة في بني إسرائيل خارجة عنهم وجعلها اللّه في هذه الأمة في قلوبهم فلم تكن في قلوب بني إسرائيل والسكينة هي الطمأنينة كما قال تعالى: أَلاٰ بِذِكْرِ اَللّٰهِ تَطْمَئِنُّ اَلْقُلُوبُ [الرعد: 28] . فعلوم هذه الأمة كلها وأسرارهم في قلوبهم لا يكاد يظهر للناس منه إلا ما كان فيه إقامة حجة وفتح باب للاتباع والاقتداء ولذلك كان الناس ينكرون على أهل اللّه كل ما لم يظهر عليهم فيه أثر، وتأمل قصة الإسراء لما خرج صلى اللّه عليه وسلم بكرة تلك الليلة، وذكر لأصحابه ما وقع له في تلك الليلة كيف أنكر عليه بعضهم لكونهم لم يروا لذلك أثرا في الظاهر وموسى عليه السلام، لما جاء من عند ربه كساه نورا على وجهه يعرف الناس به صدق ما ادعاه فما رآه أحد إلا عمي فكان يمسح الرائي إليه وجهه بثوب مما عليه فيرد اللّه عليه بصره، من شدة نوره، ولذلك كان يتبرقع حتى لا يتأذى بذلك الرائي له عند رؤية وجهه، قال الشيخ: وكان شيخنا أبو يعزى بالمغرب موسوي المقام فكان لا يرى أحد وجهه إلا عمي وممن رآه شيخنا أبو مدين فعمي فمسح أبو مدين عينيه بالثوب الذي على أبي يعزى فرد اللّه عليه بصره، قال: وكان أبو يعزى في زماني وما اجتمعت به لما كنت عليه من الشغل وأطال في ذلك ثم قال: فمن جعل اللّه نوره في قلبه فقد ملأ يديه من الخير فتأمل واللّه أعلم.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب الفتوحات المكية



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!