الفتوحات المكية

الكبريت الأحمر في بيان علوم الشيخ الأكبر

وهو منتخب من كتاب لواقح الأنوار القدسية المختصر من الفتوحات المكية

تأليف الشيخ عبد الوهاب الشعراني

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


[الباب الخامس والثلاثون وأربعمائة في معرفة منازلة «أخذت العهد على نفسي فوقتا وفيت ووقتا على يد عبدي لم أف وينسب عدم الوفاء إلى عبدي فلا تعترض فإني هناك»]

و قال في الباب الخامس والثلاثين وأربعمائة في حديث: «من حلف على يمين فرأى غيرها خيرا منها فليكفر عن يمينه وليأت الذي هو خير» . إنما عوقب هذا بالكفارة لأن فيه حثا على فعل مكارم الأخلاق واليمين على ترك فعل الخير من مذام الأخلاق فعوقب بالكفارة وفي هذا إشارة إلى أن لنا إخلاف الوعيد إذا لم يكن حدا مشروعا وكان لنا الخيار فيه وعلمنا أن تركه أولى من فعله عند اللّه قلنا أن لا نفي به وأن نتصف بالخلف فيه وأطال في ذلك. ثم قال: وهنا دقيقة وهو أن من أساء إلينا قد أعطانا من خير الآخرة ما نحن محتاجون إليه حتى لو كشف الغطاء لقلنا: إنه لم يحسن إلينا أحد مثل ما أحسن إلينا ذلك المسيء ومن كان هذا مشهده فلا ينبغي أن يكون جزاء المسيء إليه الحرمان بل يعفو عنه ولا يجازيه ويكفيه قوله تعالى: فَمَنْ عَفٰا وأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اَللّٰهِ [الشورى: 40] . ويحسن إليه بما عنده من الفضل على قدر ما تسمح به نفسه كما أشار إليه قوله تعالى: ولاٰ يَأْتَلِ أُولُوا اَلْفَضْلِ مِنْكُمْ واَلسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي اَلْقُرْبىٰ واَلْمَسٰاكِينَ [النور:22] الآية. فتأمل ذلك واللّه أعلم.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب الفتوحات المكية



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!