الفتوحات المكية

الكبريت الأحمر في بيان علوم الشيخ الأكبر

وهو منتخب من كتاب لواقح الأنوار القدسية المختصر من الفتوحات المكية

تأليف الشيخ عبد الوهاب الشعراني

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


[الباب الثامن والعشرون وثلاثمائة في معرفة منزل ذهاب المركبات عند السبك إلى البسائط وهو من الحضرة المحمدية]

و قال في الباب الثامن والعشرين وثلاثمائة في قوله تعالى: ولَكُمْ فِيهٰا مٰا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ [فصلت: 31] .

إنما لم يقل ولكم فيها ما تريد نفوسكم لأنه ما كل مراد مشتهى فإن الإرادة تتعلق بما يلتذ، وبما لا يلتذ به بخلاف الشهوة فإنها لا تكون إلا بالملذوذ خاصة وأطال في ذلك ثم قال: فالسعداء أخذوا الأعمال بالإرادة والقصد وأخذوا النتائج بالشهوة فمن رزق الشهوة في حال العمل فالتذ بالعمل التذاذه بنتيجته فقد عجل له نعيمه ومن رزق الإرادة في حال العمل من غير شهوة فهو صاحب مجاهدة قال: وأكثر الناس لذة بأعمالهم العباد وأقلهم لذة العارفون ولذلك سميت العبادات تكاليف وقال في قوله صلى اللّه عليه وسلم: «سبق درهم ألف درهم» ، أي: لأن صاحب الدرهم لم يكن له سواه فبذله للّه ورجع معتمدا على اللّه تعالى وصاحب الألف أعطى ما عنده وترك منه ما يرجع إليه بعد العطاء ليس معتمدا على اللّه تعالى خالصا فسبقه صاحب الدرهم من هذا الوجه وهذا معقول فلو أن صاحب الألف بذل جميع ما عنده مثل صاحب الدرهم لساواه في المقام فما اعتبر الشارع قدر العطاء وإنما اعتبر ما يرجع إليه المعطي بعد العطاء فهو يرجع إليه وأطال في ذلك وتقدم نحو ذلك في الباب السبعين في الكلام على مسألة الغني الشاكر والفقير الصابر فراجعه.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب الفتوحات المكية



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!