الفتوحات المكية

الكبريت الأحمر في بيان علوم الشيخ الأكبر

وهو منتخب من كتاب لواقح الأنوار القدسية المختصر من الفتوحات المكية

تأليف الشيخ عبد الوهاب الشعراني

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


[الباب العاشر وثلاثمائة في معرفة منزل الصلصلة الروحانية من الحضرة الموسوية]

و قال في الباب العاشر وثلاثمائة: في قوله تعالى: يٰا أَيُّهَا اَلْمُدَّثِّرُ ( 1 ) قُمْ فَأَنْذِرْ [المدثر: 1 - 2] . اعلم أن التدثر إنما يكون في البرودة التي تحصل عقب الوحي وذلك أن الملك إذا ورد على النبي صلى اللّه عليه وسلم، بعلم وبحكم تلقى تلك الصورة الروح الإنساني فإذا تلاقيا هذا بالإلقاء وهذا بالإصغاء احتد المزاج واشتعل وتقوت الحرارة الغريزية المزاجية فتغير وجه ذلك الشخص لذلك وهو أشد ما يكون ولذلك تصعد الرطوبات البدنية كأنها بخارات إلى سطح كرة البدن لاستيلاء الحرارة فيكون من ذلك العرق الذي يطرأ على أصحاب هذا الحال للانضغات الذي يحصل بين الطبائع من التقاء الروحين ثم لما كان الهواء الخارج من البدن قويا غمر المسام برطوبته فمنع تخلل الهواء البارد من خارج فإذا سرى ذلك عن النبي وعن صاحب الحال، وانصرف الملك سكن المزاج وانفشت تلك الحرارة وانفتحت تلك المسام وقبل الجسم الهواء البارد من خارج فتخلل الجسم فيبرد المزاج ويستولي على الحرارة ويضعفها فذلك هو البرد الذي يجده صاحب الحال ولهذا تأخذه القشعريرة فيزاد عليه الثياب ليسخن ثم بعد ذلك يفيق ويخبر بما وقع له من الوحي إن كان نبي ومن الإلهام إن كان وليا، وأطال في ذلك.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب الفتوحات المكية



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!